متى نأخذ العبرة ...!

متى نأخذ العبرة ...!
الرابط المختصر

أشبعناهم ذما وقدحا وتفسيرا ...وفازوا بالغنيمة، هذا ينطبق على أحوالنا ، شركات وهمية أو غير مسجلة في دولها تلاحقنا في موجوداتنا وما تبقى لنا في ظل الضنك وشظف العيش، ومع ذلك تطالبنا شركات بدون جنسية ولا ورقيات حقيقية بغرامات تناهز المائة مليون دولار، لاننا لم نتنازل عن حق هو من أبجديات السيادة ، وأشغلتنا عن ما هو أهم وأجدى في حياة فرضت علينا أكثر مما نطيق.

بعد الكازينو الذي قيل ما قيل فيه زورا وبهتانا، وقبله أو ما بعده صفقات الفوسفات والبوتاس وقائمة طويلة من الصفقات التي أخرت ولم تقدم لنا الا الضباب وحجب الرؤى عنا واختلط علينا عنوة الحابل بالنابل، والنتيجة المطلوبة ان نفقد الثقة بأنفسنا وبمن حولنا ولرغبات أو مصالح بعيدا عن مصالح الوطن والمواطنين.

صفقة الاسكان هذه ربما تتجاوز كل ما سبقها من التمادي على المقدرات، فهو مؤسسة من مؤسسات الوطن لا يمكن إجراء تقييمات بيوت الخبرة وشركات تصنيف الموجودات وقيمتها المادية، فهو أثمن من مئات الملايين التي يقدرها من لا يقدر قيمة الوطن وسيادته، فهو البنك الاكثر فعالية في الاقتصاد والمجتمع الاردني، وان الدخول الى السيادة الاردنية من أبواب ونوافذ مؤسساته الوطنية أمر مرفوض جملة وتفصيلا.

فالقطاع المصرفي المملوك بنسبة تتجاوز 56% لغير الاردنيين مسألة بحاجة للمراجعة والتعديل لجهة زيادة ملكية الاردنيين في القطاع المصرفي بحيث تتجاوز 50% على اقل تقدير، وهذا امر معروف ومعترف به إقليميا وعالميا، فالقطاع المصرفي هو بمثابة الشرايين في الجسم، وان نحو 40 مليار دينار هي مجموع موجودات البنوك معظمها موجودات الاردنيين من ودائع ومدخرات وطنية يجب ان تدار بإرادة اردنية اولا واخيرا، لخدمة الاقتصاد الوطني، ثم لخدمة حملة اسهم القطاع المصرفي بغض النظر عن جنسياتهم.

اما اولئك الذين يعتقدون ان ارتفاع الديون وعجز الموازنة يمكن ان يصادر السيادة الوطنية امر غير واقعي، اذ يمكن ان تفلس الشركة وتصفى ممتلكاتها وتباع في المزاد باسعار بخسة، اما الدول غير قابلة للافلاس، ومن يراهن على ذلك ليقدم لنا وللعامة برهانا او سابقة في العصر الحديث.

الاردن على الدوام بخير وعامر بقيادته ورجالاته وشبابه، وان بعد كل كبوة يقوم كالمارد العصي على الجبناء، ويخرج طائر الفينيق من اتون النار ومن تحت الرماد ليحلق عاليا، اما اولئك الذين يعتقدون ان عزيمته قد وهنت  فان الواقع الاردني يكذب كل هؤلاء ويعود كما النسيم العليل للمخلصين وكما الرعد في وجوه صفراء عرفها الاردنيون كابرا عن  كابر ...لذلك الاردن والاردنيون كجسد واحد غير قابل للقسمة والطرح

الدستور

أضف تعليقك