مانديلا وفلسطين

مانديلا وفلسطين
الرابط المختصر

يستحق نيلسون مانديلا، الشخصية الأهم والأبرز في التاريخ الأفريقي الحديث وبطل حركات التحرر، كل كلمات الثناء والرثاء التي قيلت فيه سواء من ابناء جلدته او من ملايين البشر في شتى انحاء العالم.

وبينما تستعد جنوب افريقيا لوداع مانديلا في مراسم مهيبة، نتذكر مزايا هذا الرجل العظيم من شجاعة وصلابة وقوة ارادة وتضحية في سبيل الحرية.

لكن الأهم ربما هو صفحه عن جلاديه ودعوته للمصالحة الوطنية لتكون بلاده وطنا للجميع من سود وبيض. لم يثأر مانديلا من نظام الفصل العنصري البغيض وآثر ان يمسح جراح مواطنيه وأن يؤسس لديمقراطية جامعة تسعى للقضاء على الجهل والكراهية والفقر والمرض.
لكن بالنسبة للعرب والفلسطينيين على وجه الخصوص يمثل تاريخ ونضال مانديلا درسا كبيرا ونحن نسعى منذ عقود لانهاء اغتصاب اسرائيل لفلسطين وتحرير شعب تكالبت عليه القوى الاستعمارية لتمنح المحتل شرعية وتحرم الضحية من ابسط الحقوق الانسانية.

نجح مانديلا في تقويض دولة الفصل العنصري لثلاثة عوامل رئيسية: تضحيته المباشرة ورفضه المساومة على حقوق شعبه، نضال شعب جنوب افريقيا المستمر من أجل حريته وتضحياته الكبيرة، وأخيرا رفض العالم لنظام الفصل العنصري وفرضه عقوبات اقتصادية وسياسية على حكومة بريتوريا.

في فلسطين التي نادى مانديلا بحريتها، ضحى الآلاف من الفلسطينيين بحياتهم وحريتهم من أجل قضيتهم ومنهم من لا يزال يناضل حتى الآن.

لكن دول العالم تجاهلت هذه التضحيات واستمرت في دعم اسرائيل وتغاضت عن جرائمها المتلاحقة بحق الانسانية ورفضت معاقبتها على الرغم من خرقها المتواصل للقوانين والقرارات الدولية.

وترفض الدول الكبرى الاعتراف بأن الفكر الصهيوني وبرامجه على الأرض هما شكل من اشكال العنصرية البغيضة.
انهار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا بعد عقود من النضال لكن اسرائيل تظل الدولة الوحيدة التي تمارس العنصرية والتمييز وتسعى للتطهير العرقي وتهجير المواطنين الاصليين وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي على الأرض الفلسطينية.
نضال مانديلا ورفاق دربه يذكرنا بأن لا شيء مستحيل وأن ارادة الشعوب تنتصر في نهاية المطاف وأن اسرائيل ستواجه يوما ما مصير نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

أضف تعليقك