ليس للأقصى بديل!
تستغرب ان يؤخذ تآمر قلة من البشر عنواناً باعتباره وجدان الاغلبية الشعبية،والذين يريدون وطناً بديلا عن فلسطين،لايعرفون انهم ُيقدمون فلسطين على طبق من ذهب لليهود،فلا بديل لفلسطين الا فلسطين.
علينا ان لا نخشى من يتآمر سراً وعلناً،ممن يريد تحويل الاردن الى وطن بديل،لان اغلبية الفلسطينيين والاردنيين،ليسوا خونة،وليسوا عملاء،وليسوا جسراً للاحتلال،ولا يقبلون ان يكونوا صفقة من صفقات الباطل والطغيان.
الرأي الديني والوطني والاخلاقي،كله يأخذك الى مدار واحد،لا بديل عن فلسطين الا فلسطين،والذي يريد غير ذلك ُيسّلم مفاتيح المسجد الاقصى لليهود،تحت عناوين مختلفة،ويقدم الاردن ايضاً باعتباره كبش الفداء.
الحل الرباني واضح ومحدد ولا تلاعب فيه.الحل الرباني نجده في سورة الاسراء،لان غير ذلك اضاعة للوقت،من الحديث عن السلام،وصولا الى المفاوضات،وختاماً بأوهام الدولة الفلسطينية فيما تبقى من الضفة الغربية،او وصفات التوطين والوطن والبديل.
هذه كلها ألاعيب،فلماذا نضحك على انفسنا،ولماذا نخون الامانة التي في اعناقنا،ولماذا نتناسى وسط حياتنا اليومية،ان المشكلة هي مع اسرائيل،وليست مع الفلسطينيين او الاردنيين او فيما بينهما؟!.
لماذا نسمح بأن تدار المشكلة بين طرفين هما واحد اساساً في وجه عدو واحد،وهي اكبر خدمة نقدمها للاحتلال نيابة عنه؟!.
مؤامرات النخب،ووصفات الحلول الخيانية التي تغلي هذه الايام،سراً،يجب أن تدفع النخب النظيفة الى التحالف معاً للوقوف في وجه اي مخططات،لان «الوطنية» تأخذك الى ذات المدارات والنتائج والشعارات والعناوين.
هذا هو بيت الله،المسجد الاقصى،لا يذكره احد اليوم،ولايدعو له احد،وعرب الربيع العربي،يتناسونه في غضبهم،وعرب المظاهرات والمسيرات يخرجون من اجل دجاجة رخيصة،وصندوق اقتراع،ولايتذكرون بيت الله السليب،ثم ينتظرون الفلاح!!.
للمسجد الاقصى روح،وهي روح تسمع أنينها في ليلك ونهارك،فيفيض المسجد بهمومه وتعبه،على حياتنا،ولكل واحد منا نصيبه من هذا العناء،صّدق او لم يصّدق،انين روح المسجد في بيوتكم،لاننا الأقرب الى فلسطين،شئنا أم أبينا!.
من ذاك الذي يقبل تعويضاً مالياً عن فلسطين،ومن ذاك الذي يقبل وطناً بديلا عن فلسطين،ليس لأن فلسطين أقدس من غيرها،ولكن لأن الامانة واضحة كما الشمس،الامانة ثقيلة،مهما فررنا منها،هي في اعناقنا:سؤال بوزن الجبال!!.
لأجل المزايدات والتجريحات التي تخرج بمناسبة ودون مناسبة،على كثيرين ان يعرفوا ان السكون الى الراحة او الثراء او البدائل،عمل خطير جداً،فالمسجد الاقصى تحت الاحتلال،وهو تحت التهديدات يومياً،ولن يتركوه في حاله ولا حالنا.
ليس للاقصى بديل،الا ذات الاقصى،وليس للقدس بديل الا ذات القدس،وليس لفلسطين بديل الا فلسطين التي تغيب اليوم عن الجماهير الغاضبة في المشرق والمغرب،ولا نراها في شعار ولا عنوان،ولا مطالبة بتحريرها.
بدلا من التشاغل باتهامات تافهة بين بعضنا،علينا ان نصحو قليلا،لنعرف ان الخطر اكبر من هذا الهذر. «بن غوريون» ذاته استثنى «شرق الاردن» مؤقتاً من دولة اسرائيل،والخطر مازال فوق رؤوسنا،وهم يسعون بكل الطرق لتدمير بني البلد لأجل مخططهم.
بهذا المعنى فأن اهل هذه البلاد جميعاً وهم أبناء امة واحدة،جمعهم رسول الله،تحت نورانية واحدة،عليهم ان يتذكروا قضيتهم الاساس،قضية فلسطين،والاقصى،وتحرير هذه الارض من احتلالها،ونسف كل مخططات الباطل التي تطبخ سراً.
الذي لا يجعل فلسطين تسبيحة ليله ونهاره،ويرى ان للاقصى بديلا،لايختلف عملياً مهما برّر كلامه،عن اي عميل سقط في يد الاحتلال،هذا اذا لم تكن بعض نخبتنا تخدم اساساً الاحتلال بوعي ومعرفة،تحت عناوين اخرى!.
ليس من إهانة كما الموت والهزيمة تسكن عيني الميت!
span style=color: #ff0000;الدستور/span