لن نتدخل في سورية عسكريا

لن نتدخل في سورية عسكريا
الرابط المختصر

ما أشار اليه رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور ، ونفيه وجود مراكز تدريب عسكرية كما يشاع ينطلق من الثوابت الاردنية القائمة على عدم التدخل في شؤون الغير. فالاردن لا يقبل اي خيار عسكري في سورية ، ولا يقبل ايضا ان تقام معسكرات تدريبية تستهدف سورية او اي دولة عربية . فالتجربة الاردنية تدعوه لأن لا يلدغ من الجحر مرتين.

الحقيقة التي لا بد ان يدركها كل مواطن ان الموقف الاردني من هذه القضية ثابت لا خيار فيه رغم حجم الضغوطات الهائل الذي يتعرض له النظام السياسي الاردني . خاصة ما يتعلق بتوسيع دور الاردن وتحويله من الجانب الانساني للجوانب العسكرية والتدريبية وغيرها وغيرها.

نحن نعلم ان الادارة الامريكية تسعى بكل طاقتها لإنهاء النظام السوري قبيل الانتخابات الايرانية معتقدة بتأثيره في انجاح المعتدلين في النظام الايراني . ونعلم ايضا ان التحرشات الاسرائيلية جاءت كرسالة مباشرة لسورية حول نقل الاسلحة الفتاكة الى حزب الله ، وبالتالي دور حزب الله في الازمة السورية، وهي في نهاية المطاف تتضمن تضييق الخناق على النظام السوري . خاصة أن الاتحاد الاوروبي وأمريكا يلعبان لعبة الضغط المباشر على روسيا والصين من اجل ضمانات تتطلع اليها روسيا تتعلق بحصتها القادمة من الكعكة السورية او مسودة مشروع المرحلة القادمة في المنطقة .

المرابح التي يتطلع لها مشروع الصفقة الروسية لا يمكن ان يكون حول سورية فقط وهذا ما يدركه الامريكان والاوروبيون . يريد الامريكان انهاء الملف السوري بأقل الخسائر وافضل النتائج خاصة في قضية ايران والمتفقة مع المصلحة الاسرائيلية الضاغط الاكبر على الادارة الامريكية والاوروبية للتخلص من مشروع ايران النووي الذي يهددها جنبا الى جنب مع قطع الشرايين الحيوية المغذية لحزب الله في لبنان .

زيارة اوباما الاخيرة للمنطقة كانت انتصارا لاسرائيل ، حيث الدولة المعتمدة من امريكا التي لا بد ان تقوم بادوار مستقبلية نيابة عن الولايات المتحدة ما يتطلب إرضاءها.

ليس من مصلحتنا في الاردن أن نتدخل عسكريا في سورية ، وليس من مصلحتنا كذلك استمرار فتح الحدود للاجئين لابعادها الديمغرافية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية ، وليس من مصلحتنا اقامة منطقة عازلة ؛ على اعتبار ان مسؤولية التعامل المباشر مع ما يزيد على ثمانية ملايين حيث لا تسعفنا امكاناتنا من القيام بذلك ، ناهيكم عن حاجة النظام الجديد لعشر سنوات من أجل فرض سيطرته وقيامه بمسؤولياته.

السيناريو الامريكي يتحدث عن تدخل عسكري كخيار ثانٍ اذا فشلت قوى الداخل من تحقيق واحد من أمرين: انهاء حياة بشار وبالتالي انتهاء النظام ، او السيطرة الميدانية العسكرية لقوى المعارضة وانهاء النظام ، لكن الملاحظ انه من الصعب تحقيق هذا الخيار على ارض الواقع بينما تقوم ايران وروسيا وحزب الله بتأمين حياة الرئيس الاسد ، وكذلك تعويض النقص المالي والعسكري حتى الخبراء العسكريين والمقاتلين. وهنا فإن الخيار العسكري يصبح الاكثر احتمالا من خلال مشاركة الحلفاء خاصة اسرائيل وتركيا والاردن هذا اذا تم فعلا التوافق مع روسيا التي تدرك ان الصفقة لا بد أن تشمل المسألة الايرانية والكورية الشمالية وكل القضايا الراهنة مع الولايات المتحدة . غير ان موقف الاردن من رفض العملية العسكرية والضغط نحو الحل السلمي سيطرح خيارا مشتركا يقوم على تدعيم القوى الداخلية بالاسلحة المتطورة والعتاد وتوفير اللوجستيات العسكرية والاتصالات للمقاتلين مع تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات والدبابات امريكية الصنع لانهاء السيطرة الجوية للنظام بدل حظر الطيران الجوي على منطقة سورية بأسرها.

الازمة السورية تتعنون بالتصاعد ، وما علينا كأردنيين الا ان نثبت عند موقفنا مؤيدين للشعب السوري مطالبين بالحل السلمي للأزمة ، نملك قرارنا الذي نطبقه على الارض بعيدين عن الاملاءات التي رفضها الشعب.

العرب اليوم

أضف تعليقك