لماذا يتخوف الرئيس من حرب عالمية؟!
يتخوف رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور من حرب عالمية ستنشب بسبب الملف السوري،والرئيس الذي يبدي تخوفه خلال اللقاء الذى جرى مساء الثلاثاء،وحضره رؤساء تحرير اليوميات وكتاب صحفيون، يعتبر ان الفصل الاسوأ من الملف السوري لم يبدأ بعد.
الملف السوري لم يعد ملفا سوريا داخليا،اذ بات ملفا اردنيا،لان تداعيات الملف باتت يومية في الاردن،والرئيس يرفض اغلاق الحدود في وجه السوريين،حتى لو اغلق الاتراك حدودهم،وحتى لو تعرضوا الى سوء معاملة من العراقيين،اذ ان الحدود الاردنية ستبقى مفتوحة،والتوقعات تتحدث عن مليون ونصف المليون سوري قد يأتون الى الاردن قبيل نهاية العام،وبالذات اذا انفجرت الاوضاع.
مليون ونصف يضافون الى نصف مليون منذ بدء الفوضى في سورية،اي ان عدد اللاجئين المتوقع سيصل مليوني لاجئ،هذا غير ستمئة الف تقريبا من السوريين موجودين في الاردن منذ عام 1982.
يعتقد رئيس الحكومة ان فكرة اقامة منطقة عازلة في سورية،ومنع دخول اللاجئين الى الاردن،امر ممكن في حالة واحدة،ضعف النظام الشديد،وعدم قدرته على الوصول الى اللاجئين،لان هناك مخاوف من اقامة مناطق عازلة في سورية،ولحظتها قد يتم ضربهم عسكريا،هذا فوق اعتبار ذلك تدخلا في الشأن السوري الداخلي جغرافيا وسياسيا.
هذا يعني استمرار موجات الهجرة،ويفسر كلام الرئيس عن التفكير بأعلان مناطق الشمال،مناطق منكوبة،وتحديدا المفرق واربد ثم الرمثا،وعجلون،وقد يمتد الامر الى مناطق اخرى،في ظل انقلابات ديموغرافية وحياتية تشهدها هذه المناطق.
الاسوأ بنظر رئيس الحكومة لم يأت بعد،اذ ان الازمة السورية مؤهلة للانفجار،والدخول في المرحلة الثانية،هذه المرحلة قد تبدأ على خلفية اي مداخلة عسكرية كبيرة،او عمل عسكري اسرائيلي ضد سورية،او انفجار المخزون النووي،او قيام النظام بعمل انتحاري.
هناك سيناريوهات اخرى محتملة،ستؤدي الى شرارة كبرى ستأخذ كل المنطقة الى حرب اقليمية في البداية ثم عالمية بالضرورة.
لم يقل الرئيس بشكل مباشر اننا فعليا نشهد حربا عالمية مصغرة عبر الوكلاء والاصلاء والبدلاء الذين يقتتلون في سورية،لكنه يوطئ لذلك اذ يعتبر ان الحرب العالمية قد تكون مقبلة،وهي حرب لاتأتي لو لم تكن الارضية تعني ذلك عبر صراع اخفض سقفا.
حظي الملف السوري بنقد هائل،على خلفية السر وراء فتح الحدود،دون معايير،وترك البلد لتغرق امام موجات الهجرة،والبعض يسأل عن الجانب المالي في كل القصة،والرئيس يرد بأن الاردن اذا اعلن الشمال منكوبا فسوف يتوجه الى مجلس الامن لمساعدته رسميا.
يقول ان الخشية كل الخشية من موجة كراهية تسود بين الاردنيين ضد السوريين،وترتد موجة كراهية ضد الاردنيين من جانب السوريين على خلفية الملف ذاته،وهذا امر غير مقبول لاننا عرب ومسلمين.
الواضح من اللقاء ان لانية لاغلاق الحدود،والاردن يضع يده على قلبه مما هو آت،والالماحات حول انفجار الملف السوري،الماحات ليست بحاجة الى ذكاء خارق لفكها،اذ ان الاردن امام وضع خطير جدا،على خلفية الملف السوري،سواء عبر موجات الهجرة الاضافية وتداعيات الهجرة داخليا،او حتى بتحول الملف السوري الى سبب لانفجار حرب لاتبقي ولاتذر وتؤثر على الاردن.
هذا يقول اننا امام شهور حساسة،شهور الربيع والصيف تحديدا،ومن زاوية اردنية فأن تعليق كثير من الملفات،دون اعلان ذلك،يعود الى حالة الترقب الشديد لتداعيات الملف السوري،الذي باتت تأثيراته الاردنية واضحة على اكثر من مستوى.
الشهورالستة المقبلة حاسمة وخطيرة ايضاً.
الدستور