كي لا ننجر الى صدام اهلي

كي لا ننجر الى صدام اهلي
الرابط المختصر

الاستقطاب على أشده في الشارع وعلى صفحات "الفيسبوك" ناشطون يدعون الى مسيرة مليونية من دوار المدينة الرياضية الى "الداخلية" الجمعة المقبلة وشعارها "لحمنا مر", وقبلهم اعلنت اوساط في المعارضة عن اقامة صلاة الجمعة في ميدان جمال عبدالناصر "الداخلية".

استعراض القوة في شوارع عمان ما زال مستمرا وان خفت وتيرته مقارنة مع ما كان عليه بعد احداث الجمعة الماضية

الاخبار السيئة لم تنته بعد, فقد تجاوز الاستقطاب مرحلة الاتهامات الى الاشتباك في الايدي والمؤسف ان ذلك حدث بين النخبة ورجال القانون من المحامين في قصر العدل, كما شهدت الجامعة الاردنية بالأمس حالة من التوتر اثناء اعتصام المئات من الطلبة احتجاجا على استقالة رئيس الاتحاد من لجنة الحوار الوطني.

على المستوى السياسي الوضع ليس افضل حالا فالاتصالات بين الحركة الاسلامية والحكومة متوقفة ولا نية لدى الطرف الثاني لاستئنافها.

ولغاية الآن لم يتم التوصل الى تصور بديل يخرج لجنة الحوار الوطني من مأزقها بعد استقالة نصف اعضائها.

القلق لم يعد هو الوصف الصحيح للحالة التي نمر فيها منذ ايام هناك شعور بخطر انفلات الوضع في اي لحظة.

تقول الحكومة ان شعارات اعتصام "الداخلية" كانت استفزازية منذ اللحظة الاولى ولو استمر الاعتصام يوما اضافيا لتجاوزت السقف الدستوري.

والمعارضة تؤكد ان الحكومة وبالطريقة التي تعاطت فيها مع الاعتصام دفعت البلاد الى ازمة عميقة تنذر بما هو أسوأ.

لقد ارتكبت اخطاء فادحة في الأيام الاخيرة كان يمكن تجنبها بقليل من الحكمة والصبر.

المشكلة اليوم ليس فيما حدث, وانما فيما قد يحدث وهو الأسوأ حتما.

هناك حالة خطيرة من الاستقطاب الاقليمي اذا لم يجر معالجتها بسرعة فنحن ماضون الى الصدام الأهلي حتما.

لقد نجحت بعض الأطراف في صرف الرأي العام عن قضية الاصلاحات واستبدلت الحالة السياسية بتعبئة اقليمية, مستندا في ذلك على بيئة شعبية هشة ومحتقنة في الأصل, واستغلت في ذات الوقت شعارات صبيانية تبناها بعض المشاركين في اعتصام "الداخلية" تجعل من الاصلاح السياسي مجرد وصفة للتوطين وهو ما ترفضه الاغلبية الساحقة من الاردنيين.

وما زاد الطين بله المعالجة الامنية الفجة لاعتصام "الداخلية" وانعدام قنوات الحوار بين الجهات المسؤولة وشباب 24 آذار والذي اجزم انهم في غالبيتهم وطنيون بلا اجندات حزبية ويحبون الخير لبلادهم اكثر بكثير من بعض المسؤولين.

ما زال بامكاننا تجاوز الاسوأ ببضع خطوات اولية نفسح المجال بعدها للغة العقل والحوار.

حق الناس في الخروج بمسيرات سلمية ينبغي احترامه, لكن في هذه الجمعة لنبتعد عن دوار الداخلية قليلا, ونعود الى الاماكن المعتادة.

وقف حملات التحريض المتبادلة وتجنب الخطاب الاستفزازي من دون التنازل عن المطالب السياسية.

اعادة خطوط الاتصال بين الحكومة والقوى السياسية والبحث المشترك عن بدائل لآليات الحوار الوطني.

منع اشكال "البلطجة" كافة ومعاقبة من يحمل الأسلحة والعصي في المسيرات,

التصدي بكل الوسائل المتاحة لمحاولة اثارة الفتنة الاقليمية.

اجراء تحقيق قضائي مستقل في احداث الجمعة الماضية للحؤول دون تكرارها.