كرامة الطفل وذل (السلطة)

كرامة الطفل وذل (السلطة)
الرابط المختصر

خالد الجعبري يقاوم جيش العدو وعباس واعوانه يتلهفون على المفاوضات.

ترى هل شاهد عباس واعوانه الطفل خالد محمد فضل الجعبري ذا السنوات الاربع وهو يخوض وحيدا المعركة مع قوات العدو الاسرائيلي لتحرير والده من الاسر? المشاهد التي بثتها الفضائيات لخالد وهو يبكي ويصرخ و"يباطح" لتخليص والده من الاعتقال تدمي القلب وتجعل الدم يغلي في العروق.

الارجح ان عباس وياسر عبد ربه لم يملكا الوقت لمشاهدة اللقطات "المزعجة" فهما مشغولان بالتحضير لاستئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل, ومراجعة تقارير لجان التنسيق الامني مع العدو. ستكون جولات ممتعة بلا شك لقاءات على الغداء والعشاء في تل ابيب والقدس المحتلة, ضحكات واحضان دافئة امام عدسات التلفزة ومؤتمرات صحافية مشتركة لنجوم السلطة الفلسطينية وحكومة نتنياهو. لم ينم خالد ليلة اعتقال والده, ويروي جده بدران جابر ان نجل ابنته لم ينم جيدا منذ اعتقال ابيه, وحاول ان يخرج في منتصف الليل ليبحث عنه, وبعد اعتقاله ظل يصرخ عاليا "هذا ابي وهذه ارضنا, وليرحلوا عنا" ثم راح يركض قرب منزله في قرية البقعة قرب الخليل, يحمل حجارة ويلقيها باتجاه مستوطنة كريات اربع المقامة على ارض اجداده واعمامه.

وفق تصنيف سلطة "عباس دايتون" فان ما اقدم خالد على فعله يعد عملا ارهابيا يستحق السجن عليه في سجون السلطة او اسرائيل لا فرق. لكن عمره يشفع له هذه المرة, وكي لا يكبر خالد الجعبري وهو يفكر بالانتقام لوالده ومقاومة العدو سيتولى سلام فياض امره, ربما يغدق عليه من اموال منظمات التمويل الاجنبي كما اغدق على الكثير من "المناضلين" في الضفة الغربية لينخرطوا في خطة السلام الاقتصادي ومشروع بناء الدولة المزعومة تحت نير الاحتلال.

وعلى الطفل خالد ان ينتظر عشرة, عشرين سنة من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة قبل ان يلتقي والده, وخلال هذه الفترة ستجهز اسرائيل على ما تبقى من الارض في قريته والقرى المجاورة ويكتشف خالد وكل اطفال فلسطين ان سلطة عباس وسلام فياض كانت تبيعهم الاوهام عن الدولة المستقلة.

خالد ببراءته عرف ان الطريق لتخليص ابيه من الاعتقال لا يكون بغير المقاومة وعندما يكبر سيدرك ان فلسطين لن تتحرر بغير المقاومة.

فعل حسنا هذا الطفل العنيد عندما بدأ منذ الان مقاومة الاحتلال ودخل معه في مواجهة مبكرة من اجل والده. المؤكد انه لن ينتظر نتائج المفاوضات المباشرة ولن يراهن على سلطة خاضعة لاوامر البيت الابيض, ولن يسمع نصائح المعتدلين العرب عن التعايش مع العدو. خالد وابناء جيله سيشقون طريقا آخر غير طريق اوسلو, كامب ديفيد ووادي عربة. مثلهم الاعلى سيكون لبنان بجنوبه ومقاومته التي فرضت شروط الحل بدماء الشهداء وبسالة المقاومين لا باتفاقيات الذل.