قمة ام لمة !
إن من يسمع كلام المحللين الفلسطينين ومن بعدهم العرب يعتقد أننا امام قمة استثنائية، سوف تعيد النظام الى العام العربي ، وسوف تنتصر القدس في حرب النفس الآخير ، المحللون الفلسطينون على إختلاف أسمائهم تحدثوا عن القمة المنعقده في الدوحة هذه الايام ، وكأن القيادة الفلسطينية قامت بالاختراق المرجو في العالم العربي ، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك تماما، فالعرب اخر همهم الفلسطينين وقضيتهم ومشاكلهم الداخليه مع اسرائيل ، وليس كما يقول المحللون والمسؤولون بأن القضية الفلسطينية ( والتي يجب ان يطلق عليها اصلا إسم القضية العربية كما كان سابقا) عادت إلى وسط الحدث، وطبعا هذا لأ اساس له من الصحه ، وما على المراقب إلا أن يراقب التحركات والتصريحات العربية ، وحجم التغطية التي تحظى بها الاحداث في وسائل الاعلام العربية ليعرف اين هي القضية ، حتى قناة الجزيزة العزيزة على البعض جعلت من الحدث الفلسطيني الحدث قبل الاخير في النشرات الرئيسية!!
ما علينا
المهم ، أن ما يهمنا نحن في هذه القمة التي هي بحق لمه أكثر من كونها قمة فهي تلم القادة في تظاهرة اجتماعية وتلم الاصدقاء العرب على فنجان قهوة او وجبة لذيذة وبعض الترفيه ، فالكرم القطري معروف في هذه الحالات ، ما يهمنا هو قضية القدس ، فلقد خرج علينا مصدر فلسطيني ونقلت عنه جميع وسائل اعلام المحلية التصريحات بأن قطر سوف تدعو الى إنشاء صندوق للقدس ( صندوق اخر يضاف الى عشرات الصناديق التي يتم من خلالها التسول باسم المقدسين ليصبح البعض من الاغنياء من وراء تلك الصناديق، بينما يزداد اهل القدس فقرا وقهرا) وإنه سيكون أول المتبرعين بمبلغ مليادر دولار، هذا المصدر الفلسطيني (أكدت جميع وسائل الإعلام بأنه ليس وزير الخارجية رياض المالكي ،الحمد لله !) أشاد بهذه الخطوة القطرية التي لم ولن تحصل وإن حصلت فإنها ستكون مجرد حبر على ورق ، وكم من الورق قد توسخ بهذا الحبر في القمم الماضية ، منذ قمة الرباط التي كانت تحولا ذو ابعاد بالغة الاثر على الفلسطينين وعلى قضية العرب الاولى التي تحولت في تلك القمة إلى قضية محلية بين الجيران فلسطين واسرائيل وصولا الى قمة سرت في ليبيا والتي تحبر فيها الكثير من الورق ، ومنه وعود بتوفير مبلغ 500 مليون دولار للقدس لم يصل منها الا 34 مليون دولار صرفت بطرق لم تحدث اي تغير ايجابي على المقدسين سوى أنها اغنت المطابع في طباعة البوسترات والكتيبات ومزيد من تحبير الأوراق التي لم تتمكن من ايجاد مقعد مدرسي واحد لطفل مقدسي
والأن جاء دور قمة الدوحة لتنضم الى قائمة طويلة من ققم اللملمة بتصريحات نارية بدون تطبيق ، ولهذا اتحدى ان يجد اي شخص مقدسي واحد يتوقع اي شئ إيجابي من تلك القمة ، باستثناء من يحلم ان يكون هو القناة لهذه الأموال التي يحلم بها العديد من رجال القطاع الخاص والذي اقاموا لهذا الغرض شركات ذات اسماء رنانه بدون اي مضمون حقيقي على الارض ، بهدف استقبال الاموال العربية التي لن تصل بإلتاكيد وإن وصل الفتات منها فإنه سيتم تقاسمه بين الاصدقاء قبل أن تعبرتلك الاموال جسر نهر الاردن!
في وقت الذي تنعقد فيه قمة الدوحة يحتفل اليهود بعيد الفصح مما يعنى مزيد من فرض واقع في المسجد الاقصى رغم انوف رؤساء العرب المجتمعين هناك، والذين لن يجروا حتى على التنديد بهذه الاجراءات الاسرائيلية التي وصلت الوقاحه فيها الى وضع رمزي يهودي في قلب المسجد بدون ان يحرك احدا ساكنا ، وما كان يعتبر شاذا حتى في العرف الاسرائيلي قبل سنوات من محاولة لاقامة الهيكل واقتجام الاقصى اصح اليوم هو العام والشاذ ان تعارض ذلك فنائب رئيس الكينست هو نفسه الذي يقتحم الاقصى ويصلى ويضع الشعارات اليهودي .. ولنرى ماذا سيفعل العرب امام هذا الوضع
بالتاكيد لن يفعلوا اي شئ ..... وبقى للمقدسين فقط ان يتوجهوا الله بالصلاة والمناجاة بان يحمى الاقصى ...
وللحديث بقية