قانون الانتخابات والسخط الشعبي

قانون الانتخابات والسخط الشعبي
الرابط المختصر

جميعنا ننادي ونطالب بقانون توافقي ترضى عنه غالبية القوى وتلتقي عليه معظم الفعاليات السياسية والشعبية والاجتماعية ويشكل قاسماً مشتركاً ننطلق من خلاله إلى الانتخابات بروح الواثق الذي يثق بمؤسساته وهيئاته خاصة بعد أن أصابنا التراجع جراء مماراسات رؤساء ، ووزراء ومدراء أجهزة ساهموا بزعزعة الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة وفاجأوا القيادة التي منحتهم الثقة وانتظرت منهم سلوكيات وطنية ومستوى عالياً من المسؤولية .
قلناها وسنعيد القول بها مرات ومرات إن قانون الصوت الواحد لا يجد قبولا عند المواطنين بأغلبيتهم وإن ما طرحه الملك في إعادة مراجعة القانون إنما يصب في الاتجاه نفسه. فالمواطن الأردني لا يقبل فيها بأقل من صوتين على مستوى الدائرة و27 عضوا في القائمة الوطنية وذلك أضعف الإيمان . لقد حمّلنا أهلُ المحافظات وأبناؤها من شتى المستويات والمشارب رسالة يناشدون بها الملك بأن يحقق للمواطنين تطلعهم بقانون يستطيع الناخب من خلاله إفراز النائب الوطني حتى ولو تكالبت عليه الاستحقاقات الأخرى بحيث تتم المحافظة على وحدة البنية الاجتماعية الأردنية بمن فيهم العشائر والتي طعنها قانون الصوت الواحد.
إن مثل هذه التعديلات ستفي بجزء كبير من مطالب القوى السياسية التي تتطلع إلى منتج برلماني حقيقي يمثل إرادة الشعب خاصة واننا نقرأ المشهد السياسي الأردني المقبل بروح تفاؤلية من خلال إصرار وتأكيد الهيئة المستقلة للانتخابات بنزاهة العملية الانتخابية وعملها الدؤوب لتحقيق ذلك مسلحين بالقانون والإرادة الملكية التي كانت واضحة وجلية في لقاء الملك مع الهيئة . وفي ظل ظروف إقليمية يعقد بعضهم الآمال عليها في تحقيق مكتسبات أخرى تنفعهم في المرحلة السياسية المقبلة ؟
الكرة الآن في ساحة مجلس النواب بعد أن أضاعت الحكومة نفسها في تناقضاتها، ولا نريد ان نعيد المشهد من جديد لاننا ما زلنا نقدر النواب ونعتبر اغلبيتهم ممثلي للشعب الأردني ولا بد لهم من أن يعكسوا هذا التمثيل وأن لا يضطروا الملك لإعادة منتجهم مرة ثانية استجابة لمطالب الشعب ، ولا أظن أن النواب لم يستوعبوا بعد ذلك رسالة الملك.
إقامة الانتخابات ضرورة حتمية بالنسبة للأردن وأن اجراءها على أسس نزيهة وسليمة ومقنعة هو خيار وحيد لا ثاني له ما دمنا نتحدث عن مصلحة واستقرار الوطن، وأن أي محاولة غير مسؤولة وغير سليمة في مجريات الانتخابات ستعكس آثاراً كارثية لا قدر الله، خاصة وأن هناك بعض القوى السياسية التي تدفع باتجاه التشكيك بكل شيء حتى تنعدم روح الثقة في الدولة التي هي الشعب والنظام والأرض ، ساعية لوضع نظارة سوداء على أعين المواطنين علهم يصبحون عاجزين عن الشعور بالثقة والأمل ،وبالتالي الغوص في متاهات العجز والضعف والانهيار لا قدر الله ،ليتسنى لها اللعب بالساحة وحيدة غير آبهة بأي حزب أو قوى سياسية أخرى كعادتها دائماً . وهنا لا أريد أن أعود مرة أخرى إلى قضية المنتج الإقليمي ومحاولة الانتظار الذي تحاول بعض القوى سحبنا إليه لشد الوطن الأردني للخلف وتأخير الانتخابات لبروز حالة جديدة أخرى في سورية وثبات الرؤية الهلالية في مصر .
الملك تحدث بشكل واضح أنه لا مسافات متباعدة بينه وبين الأحزاب .وكلها على مسافة واحدة، وبالتالي لا غاية ولا مقصد من مجابهة حزب على حساب آخر، ولا محاباة لحزب على آخر ما دام الجميع ينطلقون من الأجندة الوطنية وينظرون نحو الوطن الأردني . لكن الأمر سيكون معاكساً عندما نجد أن هناك من يريد الاستئثار بكل شيء ويريد صناعة القوانين على مقاسه . وهذا الذي لا يقبله كل صادق شريف أحب ثرى هذا الوطن .

span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span

أضف تعليقك