غزة تحتاج أكثر من الأدوية والأغذية...

غزة تحتاج أكثر من الأدوية والأغذية...

الأداء العام للنظام السياسي العربي مخجل اذ يسير من سيئ الى الاسوء، وتسلل اليه الضعف حتى تمكن منه وتاهت بوصلته، واصبح يغرد بعيدا عن سرب المنطق والمعروف والمألوف، واصبحت عرقلة وفود طبية مصرية وعربية متجهة الى معبر رفح  لاغاثة ومعالجة جرحي ومصابي اهالي غزة أمرا طبيعيا، ولا يهز مشاعر العرب، اما الاحزاب والقوى السياسية وسياسيون هم في واد وما يجري في غزة في واد آخر، وفي احسن الاحوال يتذكر البعض منهم بعد ان مضى اسبوعان على عدوان صهيوني نازي على المدنيين للإدلاء بتصريح ضعيف يدين الاعتداء على قطاع غزة، عندها يجب ان نعرف ان ما يحل بنا والمنطقة هو نتيجة لوهن عام والتخلي عن المسؤولية الحقيقية للمحافظة على الأوطان.

إن أي دعم يقدم الاغاثة للاهل في قطاع غزة هو مقدر، بخاصة من البسطاء والفقراء، وهنا تجدر الاشارة الى ان ما يجري في غزة هاشم من قتل يتجاوز كل حد، وان قتلة الانبياء وقتلة الابرياء يبحثون على الدوام عن ذريعة لتنفيذ مخطط عدواني ما خلافا للمواثيق والاتفاقيات مع الفلسطينيين بخاصة والعرب بعامة، لذلك تصبح المسؤولية العربية والاسلامية كبيرة جدا، تتجاوز ارسال فرق طبية او اطنان من الاغذية والتجهيزات للاغاثة لتلبية جانب بسيط من احتياجات قرابة مليوني انسان يعاني من ظلم وحصار طال امده بدون مبررات.

سؤال يطرح من العامة، لماذا لاتساعد مصر التي سلمت قطاع غزة في حرب 1967 لاسرائيل، فالمسؤولية القانونية والاخلاقية والقومية والانسانية تستدعي عدم هكذا تخلي، والجواب يأتي من قول مأثور ...تطلب الحاجات من اهلها، والسؤال يطرح مجددا لماذا لا نجد الشارع العربي كما في السنوات والعقود الماضية لقضايا ابسط من جرائم نتنياهو وحكومته المتطرفة، والجواب من واقع الحال المتردي شعبيا بعدما استبد به ما يسمى بـ الربيع العربي، وقاده  الى حروب الطوائف وصولا الى الحارات، ولم تسلم من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب، وهذا حكما سيرفع الاعباء على كاهل اهل غزة والفلسطينيين، ويستحث مكامن القوة لدى الفلسطينين والقوى العربية التي تعتبر قضية فلسطين بمقدساتها قضية عربية اسلامية وانسانية.

ما جرى ويجري على ارض قطاع غزة... الجزء الجنوبي من فلسطين التاريخية امر يقدم صورة حقيقية مشرفة للشباب الفلسطيني المؤمن بالله وبحقه في العيش بكرامة في وطنه، وان القوة الصهيونية الغاشمة لم ولن تنال من عزيمة اهل غزة برغم الدم الغالي الزكي الذي يروي ثرى ارض فلسطين، وبرغم اختلال الموازين المصنعة في المنطقة فان هناك قادر على رد الصاع صاعين... ومرة أخرى غزة تحتاج أكثر من الأدوية والأغذية.

الدستور

أضف تعليقك