غريب ان يتظاهر اردنيون طلبا لعودة مسؤول

غريب ان يتظاهر اردنيون طلبا لعودة مسؤول
الرابط المختصر

مفرح ان يجد مسؤول اردني من يتظاهر امام مكتبه ليثنيه عن استقالته , هذا المشهد حصل في الجامعة الاردنية اول امس وقام به موظفوها لمطالبة رئيس الجامعة الدكتورعادل الطويسي بالعودة عن استقالته , وقد رفع المطالبون بعودته لافتات تقول "لماذا يستقيل المخلصون ويرتع الفاسدون".

مشهد لم يعتد عليه الاردنيون, استقالة ومطالبات بالعودة عنها, فالمسؤول الذي يقال او يستقيل يكسر موظفوه جرة وراءه , فرحا في "الخلاص" منه ومن يجلس على الكرسي يتمسك به حتى اخر رمق ويعتبره ورثة , رغم انه يعرف ان مرؤوسيه ينتظرون يوم "فراقه" بفارغ الصبر.

لا اعرف السبب الحقيقي وراء استقالة الدكتور الطويسي, فالمعلن انه يخطط للالتحاق بمنظمة دولية, وهذا حقه الطبيعي مع انه اعلن للمطالبين بعودته ان طلبه امام مجلس التعليم العالي وهو سيلتزم باي قرار يصدره المجلس, وهذا الكلام يفتح بابا ولا يغلقه امام العودة.

كل ما اعرفه عن الدكتور الطويسي انه اكاديمي مخلص ومتفان ودافىء في تعامله مع الجميع من خلال اي موقع تسلمه ويشهد بذلك كل من عمل في معيته من طلاب واساتذة والجميع يكنون له الاحترام والتقدير.

ما يخيف هو ان استقالة د. الطويسي باتت تؤشر على ان منصب رئيس الجامعة لم يعد "طمعة" بل تجد نكوصا عنه من الاكاديميين القادرين لسببين اولا: كمية المشاكل التي اصبح يواجهها كل من يجلس على كرسي الرئاسة وثانيهما, انه ليس كل من يتم اختياره لرئاسة جامعة يستحق المنصب الذي يشغله.

فقد تغيرت الجامعات كثيرا, فالطلبة لم يعودوا هم طلبة ايام زمان بالتزامهم الوطني والتعليمي وحتى الاخلاقي تجاه تحصيلهم العلمي او تجاه اساتذتهم او حتى انفسهم وعائلاتهم, والمشاكل اليومية والمشاجرات التي نسمع عنها ولا تخلو منها جامعة رسمية, ادت الى تراجع ثقة الاردنيين في الجامعات ومخرجاتها, اضافة الى المخاطر الاجتماعية والسياسية على بنية المجتمع وتماسكه بعد بروز الهويات الفرعية وتقدمها على الهوية الاردنية الجامعة.

هذا الامر الشاذ يضع عبئا كبيرا على رؤساء الجامعات, ويجعل منصب الرئاسة طاردا للكفاءات الحقيقية, التي لا تقبل الانفلات الموجود وقد تجد صعوبة في تقبل لعب دور المقاومة.

الامر ينبىء بخطورة الاوضاع في الجامعات ومعالجة الثغرات قبل تراكمها, لا تتحمله الحكومة والجامعات فقط, بل هو مرتبط بشكل اساسي بالطلبة وعائلاتهم الذين يتحملون مسؤولية مراقبة ابنائهم وتحسين مستواهم, وكذلك الهيئات التدريسية التي تتحمل جزءا من اسباب المشكلة.

العرب اليوم

أضف تعليقك