عندما تجلس في شرفة البرلمان!

الرابط المختصر

p style=text-align: justify; dir=rtlلم أكن أرغب بأن أكون أول من يبدأ بنقد مجلس النواب السادس عشر، ولكن بعد الانتقاد غير المبرر ومن تحت القبة يوم الاثنين من النائب فواز الزعبي للصحافة ودعوة رئيس المجلس فيصل الفايز بتوقيع مذكرة تفاهم تنظم (أي تحدد) العلاقة مع الصحافة فإن الباب قد فُتح لمناقشة بعض الأمور التي تخص البرلمان من وجهة نظر الإعلام./p
p style=text-align: justify; dir=rtlالواقع أن ملاحظاتي التالية قد تكون موجهة أكثر لأمانة المجلس منها بحق الأعضاء المنتخبين، إلا أنه لا بد أن يتحمل الجانب السياسي – أي النواب المنتخبون – مسؤولية ما يجري في مجلس النواب./p
p style=text-align: justify; dir=rtlبادئ ذي بدء لابد من التوضيح ورغم التكرار أن دور الصحافة هو نقل ما يحدث تحت القبة بصدق وأمانة لا أن يُطلب من الصحافة تجميل صورة المجلس، فالصحافة مرآة  لما يحدث تحت القبة، وكما يقول المثل العربي كل إناء بما فيه ينضح، فمثلا الملاسانة الكلامية بين نائبين منزعجين من الصيغة التي جرت على أساسها انتخابات اللجان وعند تبادل الاتهامات بصوت مرتفع؛ فهل المطلوب من الصحافة تجاهل هذا الأمر ووضع رؤوسنا في الرمل وكأن شيئا لم يحدث؟ أليس هذا النوع من الرقابة الذاتية هو ما يسبب عدم ثقة المواطن بالإعلام؟/p
p style=text-align: justify; dir=rtlكثيرا من هذه الأمور قد تُحل لو كان النواب بما فيها الرئيس ونوابه وأمانة السر متفهمين ومقتنعين بمعنى وهيبة ما يحدث تحت القبة والتعود على أن ما يجري بعد افتتاح الجلسة هو مكشوف أمام الجمهور، وقد تكون أفضل طريقة لإيصال هذه الفكرة للجميع بالعمل على بث جلسات المجلس بصورة مباشرة تلفزيونيا وإذاعيا، وليس من الضروري أن يكون البث محصورا بإذاعة أو تلفزيون معين بل من المهم أن يكون متوفرا لأي جهة إعلامية ترغب بذلك وبصورة  سهلة تقنيا بحيث يستطيع الجميع الربط من موزع الصوت الرئيس للحصول على صوت نقي./p
p style=text-align: justify; dir=rtlيوم الاثنين الماضي حضرت للمجلس لمتابعة كيفية التغطية وقد فوجئت بعدة أمور تجري في المجلس لا تصب في خانة احترام هيبة المجلس من قبل النواب أنفسهم، فقسم كبير من المشاكل يرجع إلى غياب تفكير عصري في معالجة بعض الأمور البسيطة./p
p style=text-align: justify; dir=rtlفمثلا عملية التصويت الطويلة وغير المنطقية لانتخاب لجان المجلس، حيث  يتم قراءة أسماء  كل من الـ 120 نائبا  لأخذ ورقة التصويت وملء أسماء 11 مرشحا لشغر لجان المجلس الـ 14، العملية طويلة وفيها مضيعة للوقت بحيث خلقت مللا للنواب وللجمهور المتابع من الشرفة وأيضا للصحفيين وكادت أن تفقد الجلسة النصاب القانوني بعد مرور عدة ساعات على بدء الانتخابات حيث استمرت الجلسة مايقارب الأربع ساعات./p
p style=text-align: justify; dir=rtlوبعد عملية التصويت الطويلة لكل لجنة يتم الفرز اليدوي، طبعا كان ضروريا إجراء الانتخابات بسبب عدم القدرة على التوصل إلى توافق على عضوية اللجان من قبل النواب، لا بأس، ولكن لماذا لم يتم استخدام التصويت الالكتروني؟ ومن المعروف أن المجلس مزود بأجهزة عالية الجودة ومن الممكن من خلالها أيضاً الحفاظ على سرية الاقتراع؛ فلا بد من الاستفادة منها في مثل هذا الموقف إلا أن العادة والطرق التقليدية طغت على قرارات أمانة المجلس والرئاسة وبالتالي تم إضاعة ساعات المجلس كان من الأفضل أن يتم الاستفادة منها في مناقشة القوانين المؤقتة./p
p style=text-align: justify; dir=rtlخلال وجودي في شرفة المجلس لاحظت أمرا غريبا لا يصب بدوره أيضاً في خانة احترام المجلس، بل وفيه استهتار بالقوانين التي يسنها المجلس نفسه، فقد لفت القبة سحابة من الدخان بسبب  قيام العديد من النواب بالتدخين خلال الانتظار الطويل تحت قبة البرلمان وهو مخالف لقانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة والذي أقره المجلس السابق، فإذا كان النواب يخالفون قوانين قاموا بسنها فماذا نتوقع من المواطن أو صاحب المطعم أو مدير المؤسسة الرسمية أو الخاصة عند تطبيق القانون؟، وهل يعقل تغريم الموطنين المخالفين للقانون في حين لا يستطيع أحد تغريم النواب./p
p style=text-align: justify; dir=rtlطبعا لو رغب النواب بالخروج للتدخين خارج قبة البرلمان فإلى أين يذهبون؟ من المعروف في أنحاء العالم أن الكافيتيريا البرلمانية هي مكان ممكن للنواب أن يقضوا فيه أوقات الانتظار قبل وبعد وأثناء الجلسات وهي أيضا نقطة لقاء النواب مع الضيوف ومع الصحافة، فهل من المعقول أن مجلس الأمة الأردني لا يوفر أي مكان يلتقي فيه الصحفيون مع النواب؟ الغريب أن مجلس الامة  يحتوي على مكان مخصص للكافيتيريا ولكن الكافتيريا غير مفعلة يقال بسبب عدم القدرة على حل إشكال من يدفع ثمن القهوة النائب أم المجلس؟/p
p style=text-align: justify; dir=rtl فهل من الممكن أن يتم فتح الكافيتيريا وتوفير مكان عام للقاء النواب مع الصحافة؟/p
p style=text-align: justify; dir=rtlوفي مجال عمل الصحافة فمن الغريب أن يستمر حبس الصحفيين في غرفة صغيرة يصعب منها حتى رؤية كل مقاعد النواب، والأغرب من هذا أن غرفة الصحفيين لا تحتوي على هاتف أو رابط لشبكة الانترنت علما أن هناك جهاز تشويش لعمل الهواتف الخلوية (وهو أمر جيد) في كافة أماكن التواجد في مجلس النواب، فالمراسل الإذاعي عليه الخروج إلى خارج بناية المجلس من أجل تقديم تقرير هاتفي، ومراسل الموقع الاليكتروني عليه التنقل إلى مكاتب بعيدة من أجل نشر تقرير سريع؟ فهل من الصعب توفير هذه الروابط من هاتف وانترنت./p
p style=text-align: justify; dir=rtlالمطلوب من مجلس النواب السادس عشر برئيسه الجديد الكثير على الصعيد السياسي ولكن من بديهيات أي عمل برلماني توفير إمكانية الربط الواسع مع المجتمع، فالبث الإذاعي والتلفزيوني وتوفير إمكانية التواصل مع النواب وتحسين شروط عمل الصحفيين من الأمور البديهية والمتوفرة في كل برلمان في العالم، فالأردن نجح  في مواكبة القرن الحادي والعشرين  في العديد من الأمور  فهل ممكن أن يلتحق مجلس النواب السادس عشر ببقية المجتمع الأردني ومؤسساته في الحداثة؟/p

أضف تعليقك