"عملية فرانكفورت" تدحر الاشاعات في قضية شاهين
الملك القى بكل ثقله السياسي لاستعادته والبخيت خلص حكومته من ثقل الفضيحة .
تمكنت الحكومة اخيرا من تبييض صفحتها التي تشوهت بعد فضيحة تسفير السجين المحكوم في قضية فساد خالد شاهين الى الخارج بدعوى العلاج . فقد نجحت بالامس في استعادته وايداعه السجن من جديد. اثناء لقاء لنا كرؤساء تحرير مع رئيس الوزراء معروف البخيت تلقى الاخير رسالة نصية من الفريق المشرف على نقل شاهين من المانيا عند الساعة الثالثة والثلث ظهرا تفيد بأن شاهين اصبح على متن الطائرة المتجهة الى عمان.
بدا البخيت فخورا بالانجاز الذي تطلب تحقيقه جهودا دبلوماسية وقانونية طويلة ومعقدة تولى متابعتها ميدانيا الدبلوماسي في السفارة الاردنية في لندن ماجد القطارنة والعميد عدنان فريح مدير دائرة السير في الامن العام كونه من خريجي المانيا وعلى معرفة بالقوانين الالمانية, اضافة إلى خبرته القانونية والامنية, وعلق البخيت على الخطوة بالقول: ها هي الدولة الاردنية تثبت ان ما من احد اقوى منها.
لاشك ان حملا ثقيلا كان ينزاح في تلك اللحظة عن اكتاف البخيت الذي تعرض لوابل من النقد الشعبي جراء القرار المستهتر بالسماح لشاهين بمغادرة السجن الى لندن والذي كلفه ثلاثة من وزرائه.
لكن الاثار المدمرة للقضية التي انفردت "العرب اليوم" بكشفها لم تقتصر على حكومة البخيت, وانما طالت مستويات اعلى في الدولة, وهذا اخطر ما في الموضوع. فقد راجت اشاعات سرعان ما تحولت الى قناعات عند الكثيرين عن تورط رموز في الدولة بعملية تهريب شاهين الى الخارج. كنا نعلم وبحكم متابعتنا الدقيقة للقضية ان كل ما يقال بهذا الصدد افتراءات لا اساس لها من الصحة, وعرفنا في "العرب اليوم" منذ اليوم الاول مدى الغضب الذي شعر به الملك عند انكشاف الفضيحة, وتصميمه على استعادة السجين مهما كلف الامر, ومحاسبة كل مسؤول تورط عن قصد او جهل في تسهيل مهمة خروج شاهين.
وترأس الملك بنفسه سلسلة من الاجتماعات المكرسة لبحث سبل استعادة شاهين باسرع وقت, وتولى الاشراف المباشر على الترتيبات والاتصالات الجارية مع عدة دول, والقى بكل ثقله السياسي والدبلوماسي لتحقيق هذا الهدف. وفي زيارته الاخيرة لبريطانيا تابع الملك مع المسؤولين هناك الجهود المبذولة لضمان عودته الى السجن.
بصرف النظر عن ملابسات مغادرة شاهين الى الخارج, فإن الاصرار على استعادته يشكل ردا حاسما على مطلقي الاشاعات حول الجهة التي تقف خلف خروجه, وتدحر الاقاويل بشأن تورط شخصيات عالية المستوى في العملية.
لقد دفعت الدولة ثمنا باهظا من سمعتها في الاشهر الخمسة الماضية, وبددت الشكوك بنزاهة رموزها الثقة بمؤسساتها , واصبحت قضية شاهين العنوان الابرز لاتهامات الفساد الموجهة لرموز الدولة.
"عملية فرانكفورت" التي تم من خلالها استعادة شاهين هي لحظة مناسبة يمكن البناء عليها لاستعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها, والتأمل في حجم الكلفة التي ندفعها عندما نستسلم لترديد الإشاعات وترويجها بين الناس على انها حقائق.
العرب اليوم