عطوان: الأردن مطالب برفض المقترحات الأمريكية

عطوان: الأردن مطالب برفض المقترحات الأمريكية
الرابط المختصر

مشروع اطار الاتفاق الذي يعرضه جون كيري وزير الخارجية الامريكي على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في جولاته المكوكية بين رام الله والقدس المحتلتين هو تثبيت سيئ للوضع الحالي، وتجاوز لكل الثوابت الوطنية، وتغيير في التسمية فقط، اي من احتلال الى دولة ليست لها اية علاقة بصفات الدول.

السيد ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «اين هي المنظمة بالمناسبة» قال في تصريحات صحافية: ان خطة كيري قائمـــــة على اعتــــراف الفلسطينييـــــن باسرائيــــل دولة يهودية واقامة عاصمة لفلسطين في جزء من القدس الشرقية المحتلة.

وهل مشكلة اللاجئين وفقا لرؤية الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون، وبقاء الكتل الاستيطانية تحت سيطرة اسرائيل، واستئجار المستوطنات الباقية، وسيطرة اسرائيل على المعابر والأجواء، ووجود قوات رباعية – امريكية اسرائيلية اردنية فلسطينية ـ على الحدود، وحق اسرائيل في المطاردة الساخنة داخل اراضي الدولة الفلسطينية.

لا نفهم؛ كيف تقبل السلطة الفلسطينية ورئيسها ومفاوضوها مجرد مناقشة مثل هذه الأفكار، لا قبولها فقط، والبقاء في العملية التفاوضية حتى الآن، سواء المباشرة او السرية التي يقال انها مستمرة في لندن، ثم لِم َ لَم ْ نسمع او نقرأ عن عقد اجتماع حتى هذه اللحظة للمجلس الوطني الفلسطيني، او اية مؤسسة فلسطينية اخرى لمناقشتها؟

نذهب الى ما هو أبعد من ذلك ونسأل عن صمت السلطات الاردنية حول هذه الأفكار وما تردد عن قبولها لطروحات بن يامين نتنياهو التي تقول بوجود قوات اسرائيلية على حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة مع الاردن.

فحتى هذه اللحظة ايضا لم يصدر عن هذه السلطات اي موقف رافض لمثل هذه التسريبات الاسرائيلية بهذا الخصوص.

الحل العادل للقضية الفلسطينيـــــة مصلحة اردنية ويجب ان يكون الاردن او هكذا نعتقد المدافع الاشرس عن هذا الحل والضامن الرئيسي للثوابت الفلسطينية، لان الحلول المفروضة غير العادلة ستكون خطرا على الاردن نفسه قبل ان تكون على الشعب الفلسطيني.

بعد الاطلاع على هذه الشروط الاسرائيلية التي تطرح بثوب امريكي عبر جون كيري يمكن ان نفهم حقيقة اللعبة الاسرائيلية التي تتعمد تسريب تقارير كاذبة ومضللة عن القبض على خلايا تابعة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لنسف السفارة الامريكية في القدس المحتلة، وبما يبرر احتفاظ اسرائيل بالسيطرة على الحدود وحق المطاردة الساخنة.

فطالما ان خلايا «القاعدة» وصلت فعلا الى القدس المحتلة وتمتلك القدرات والاسلحة لتفجير السفارة او القنصلية الامريكية، فَلِمَ لا تفجر اية مؤسسة او هيئة اسرائيلية وما أكثرها في المدينة المقدسة؟

لا يكفي ان يقول السيد ياسر عبد ربه ان هذه المقترحات الامريكية غير مقبولة، بل على الرئيس عباس ان يقولها بنفسه، واللجنة المركزية لحركة فتح كلها و ما تبقى من المؤسسات الوطنية الفلسطينية الاخرى كلها بصوت عال.

كما على الشعب الفلسطيني ان يقولها في الاراضي المحتلة وخارجها لان الصمت قد يفسر على انه دليل موافقة او لا مبالاة في افضل الأحوال.

الاردن مطالب «ايضا» ان يرفع صوته ضدها بحكم العلاقة الاخوية العميقة، علاقة الدم والحاضر والمستقبل الواحد، وكذلك الشعب الاردني ايضا، فالانهيار العربي الذي نراه حاليا في المثلث العراقي السوري المصري قد يكون المناخ الانسب لتصفية القضية والحقوق العربية الفلسطينية، وهو مناخ يتطابق مع نظيره الذي كان قائما بعد هزيمة الحرب العالمية الاولى.

العرب اليوم

أضف تعليقك