ضحكة في يوم العيد!

ضحكة في يوم العيد!
الرابط المختصر

كنا نحاول في عطلة العيد وقد طالت اكثر من اللازم على الصحافة والصحفيين, أن نعيش يوماً خارج غزة؟! وان نستمتع بما حولنا من الوطن الاردني الجميل.

وكان صباح يوم العيد: قرع جرس الباب الخارجي فتعاجزت عن فتحه لأن زوّار الصباح شحاذون. وأنا لا اعطي من لا يعمل!! كانت المفاجأة حضور ما تسميه الامانة عامل الوطن, واسميه: صديقي ابو عبدالله. فهذا الذي يداوم يوم العيد يسافر من الشونة في الخامسة والنصف صباحاً ليكون على رأس عمله في الكمالية. فاذا سعدت بتلقي ضحكته البيضاء العريضة فأنت تسعد باللون الغوراني والوجه السعيد!!

كنا دولة عبدالرؤوف الروابدة وانا في طريق العودة من الدار البيضاء في زمن لم اعد اتذكره, فكان جارنا في الطائرة يسأل ابو عصام: معالي الامين اريد أن أسأل: لماذا يكون ساكن عبدون صاحب كشرة, وهو يفيق سعيداً في قصره, وتعمل خادمتان اجنبيتان على تحضير فطوره, ويلبس ايف سان لوران رمادية, ويسوق سيارته المرسيدس.. لماذا معاليكم كشرته هذه؟!

وعلى طريقة ابو عصام الظريفة يجيب مع ضحكة مجلجلة: كشرته من اللي في الدار!؟

والحقيقة, بعيداً عن النكتة, انني اسأل عن رفيق الطائرة: لماذا كشرة الناس ساكني القصور؟ ولماذا ضحكة ابو عبدالله تملأ الكمالية؟! واقول دون فذلكات الاقتصاديين: أبو عبدالله يعيش سعيداً في بيته بالغور, ويعمل في منطقة خضراء بين اشجار البلوط السامقة, ودارة وصفي وسعدية التل, ويأخذ راتباً يشعر أنه يكفيه في بلد يعرف ابو عبدالله انه بلد ينتمي الى عالم الفقراء!!

نحن لا نرش على الموت سكر, كما يقولون ولا نروّج للفقر. ترى من هو الفقير في البلد الفقير؟! لا املك احصائيات لعدد الفقراء ولا رقماً لأدنى المداخيل. فالذي يعرف معنى الرضا, ويعمل دون التوقف عند تصنيف العمل. ويقبل بحسبة الراتب والمصروف, وعنده اشتراك في الضمان, وتأمين صحي. وفي قريته مدرسة وعيادة.. والاغلب مستشفى قريب. فهو لا يحتاج الى «الكشرة» وهذه السوداوية التي تفتك بجماعات كثيرة في البلد تأخذ حصتها.. وتلعن لأنها تريد أكثر بعمل اقل.. أو بلا عمل!!

هل يصدق أحد أن مليون لاجئ سوري يعيش على المعونات والاغاثة الدولية؟! الناس تقبل وتعمل.. وتحب الاردن وتشكره, فلا أحد من لاجئي سوريا قطع الحدود وهو يعرف أن الاردن الفقير سيستقبله في فندق خمسة نجوم!!

ابو عبدالله وليس الذي يقطع طريق العقبة – عمان ويدمّر البنوك والمدارس والجامعات.. هو الذي يستحق الاردن الوطن.

واللاجيء السوري الذي يعمل في وسط البادية وتحت الشمس اللاهبة ليطعم أولاده, هو الذي يرحب به الاردن الوطن!!

الرأي

أضف تعليقك