ضحايا أفيخاي أدرعي!
حظى الناطق الرسمي للجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، بظهور اعلامي متواصل في وسائل اعلام عربية واجنبية، وادرعي يحملونه على الاكف، باعتبار ذلك دليلا على التوازن.
هذا امر يستحق التنديد، فلماذا تلجأ وسائل اعلام عربية الى ادخال الرواية الاسرائيلية، الى بيوت العرب، حتى لو لم تؤثر مباشرة، فلم نسمع عن وسيلة اعلام اسرائيلية تستضيف الناطق الاعلامي باسم حماس، على افتراض قبوله اساسا، ولم نسمع استضافتها، لاي شخص فلسطيني او عربي يندد بإسرائيل، والتوازن هنا، آفة عربية.
هذا عدو رسمي، مؤسسته العسكرية تحتل فلسطين، وتقتل شعبها، ثم يأتونك به، ليروي لنا حكاياته ورواياته، فيصير الاسرائيلي عنصرا طبيعيا مألوفا ومقبولا في المنطقة.
الكارثة الاكبر، تتعلق هنا بصفحة ادرعي على الفيس بوك، وادرعي من يهود سورية ويجيد العربية، واسمر البشرة، ليس أشقر، حتى يتسلل الى المنطقة باعتباره واحدا يحمل ذات جينات اهلها السمراء، فلم يأتوا الينا بناطق اشقر، ولا احمر ايضا.
نصف مليون معجب على صفحته، اغلبهم عرب، ولاتعرف لماذا يدخلون الى صفحته اساسا، ويسجلون الاعجاب، والذريعة واضحة، يسجلون الانضمام والاعجاب، حتى يصير لهم حق المشاركة بالتعليقات، واغلب التعليقات شتائم جنسية، وبذاءات يتركها ادرعي عامدا على صفحته ليقول هؤلاء هم العرب لايجيدون الا مصطلحات النصف الاسفل من الجسد.
هذا ليس ترويجا لصفحته، لكننا مضطرون للحديث عنها، حتى ندعو الناس لامرين، اولهما الانسحاب من الصفحة، والخروج منها كليا، وثانيها الكتابة الى فيس بوك لاغلاق الصفحة.
حتى اولئك الذين يقولون ان التواجد في الصفحة يفيد فلسطين، لانهم يردون على ترهات الرجل وجيشه، لايتنبهون الى ان الصفحة باللغة العربية، وبالتالي كل جمهورها من العرب، تسجيلا وقراءة وتعليقا، ونحن هنا لسنا بحاجة لاقناع العرب بقضية فلسطين، ولا ان نحاور بعضنا البعض، لاثبات ان فلسطين عربية اسلامية، فالرسالة التي يظن البعض انه يرسلها عبر صفحة افيخاي ادرعي، لاتصل الى الاسرائيلي، بل تعيد نفسها وتعود للعربي.
ثم ان هناك معلومات ان الصفحة يتم استعمالها لاسقاط عملاء وتجنيد جواسيس، وهناك ميزة في الفيس بوك، معروفة للجميع، تقول ان بإمكان صاحب الصفحة ان يعرف من هم زوار صفحته، حتى لو لم يشاركوا بكلمة، وهذا يعني ان الصفحة فخ امني منصوب، تضاف الى سلسلة مواقع الكترونية اسرائيلية بالعربية، بعد ان اشتدت حاجة اسرائيل للتأثير على العرب، واختراق صفوفهم.
بل اننا نقرأ على الصفحة تعليقات بالالاف على كل بوست يضعه ادرعي، وهذا اكبر انجاز له، حتى لو شتمته كل هذه المشاركات، فمجرد الدخول والمشاركة من عامة الناس، يعني استقطابا ضمنيا، والمعروف هنا في فنون الاعلام، ان التأثير قد لايكون مباشرا، هناك تأثير متدرج عميق، يتم زرعه في نفوس البسطاء، وتفعيله جراء العقدة من القوى، في تواقيت اخرى.
للحرب اوجه اعلامية ونفسية، وعلينا ان نلاحظ ان اسرائيل تتكتم على الخسائر والصور، ونحن نستعمل في العالم العربي اسلوبا اعلاميا قديما، فكثرة نشر صور الضحايا، تؤدي الى جعلها اعلاميا مألوفة، وغير مؤثرة، وقد تؤدي الى تحطيم الروح المعنوية للناس، وخفض منسوب احتمالهم، ولهذا فإن بث الفيديو الحي، للشهداء والجرحى، اكثر اثرا هنا، من الصورة العادية، هذا مع الاخذ بالاعتبار، ان الاعلام فن له اسراره التي يعرفها البعض.
هي دعوة هنا لحجب كل صوت اسرائيلي وسط هذه الهمجية الاسرائيلية، في الاعلام العربي، وهذا ليس توازنا، فأي توازن هنا، واي عدالة في جمع المجرم مع الضحية في شاشة واحدة، ثم ان علينا ان نقول لكثيرين ان عليهم اغلاق صفحة ادرعي بإطلاق حملة ضد الصفحة، والانسحاب منها ايضا، وعدم التورط بسطحية، فيها، بذريعة الرد على اكاذيبه، فوق ما في اغلب الردود من مفردات مسيئة لنا.
مؤسف لي ان اضطر للكتابة عنه، لانني قد اتورط هنا من حيث لا احتسب بذات خطيئة الترويج له، لكنه اضطرار الاعلامي لتوضيح الصورة لغير الاعلامي، خصوصا، ان حصانة الاعلامي من هكذا صفحات ومشاركات تبقى اعلى بكثير من الاخرين....فاعذرونا.