رهان الدبلوماسية الاردنية معقود على الادارة الامريكية
المفاوضات من دون شروط لا تثير القلق والاردن لن يفاوض في قضايا الحل النهائي.
يصعب ان تجد سياسيا واحدا يراهن على نجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي ستنطلق في واشنطن مطلع ايلول المقبل, التيار الغالب يميل الى التشاؤم معززا بتجارب المفاوضات طوال السنوات السابقة ومواقف حكومة نتنياهو المتطرفة. الدبلوماسية الاردنية التي انخرطت بقوة في جهود احياء عملية السلام واستئناف المفاوضات تقف اليوم في المنطقة الوسطى ويحدوها الامل بأن تحقق الجولة المقبلة اختراقا تاريخيا في حل الدولتين.
هناك حذر - لا بل تشاؤم - من الموقف الاسرائيلي فالاعتقاد السائد لدى المسؤولين عن السياسة الخارجية ان "عدم التفاوض مصلحة اسرائيلية" وهذا التشخيص للموقف الاسرائيلي محل نقاش في الاوساط السياسية لان الانطباع السائد هو ان اسرائيل تريد المفاوضات دائما بشرط ان لا تصل الى حلول للصراع.
رهان الدبلوماسية الاردنية في الجولة الجديدة من المفاوضات معقود على الدور الامريكي ومواقف الرئيس أوباما الداعمة لحل الدولتين. ويذهب مسؤول دبلوماسي كبير الى القول ان "أوباما جاد في حل الصراع قبل انتهاء ولايته الاولى".
وهناك كما يقول المسؤول اجماع دولي غير مسبوق على ضرورة حل الصراع, ويشير بهدا الصدد الى موقف الرباعية الدولية التي اكدت في بيانها الاخير "التزامها المطلق بكل بياناتها السابقة" واعتبر هذا الموقف من الجانب الفلسطيني اساسا قويا للدخول في المفاوضات المباشرة.
يضاف الى ذلك كله "الضمانات" التي قدمتها ادارة أوباما للرئيس الفلسطيني و"التفاهمات الشفوية" اثناء الاجتماعات مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل.
تجربة الجانب العربي مع أوباما تجعل من الرهان على مواقفه مخاطرة غير محسوبة, فقد ادرك الجميع ان ادارة أوباما لم تعد بالاندفاع الذي كانت عليه في بدايتها لاطلاق خطة لحل الصراع ومع مرور الوقت برزت اولويات اكثر اهمية بالنسبة لامريكا, وبدا واضحا ان أوباما تراجع امام نتنياهو وقبل بشروطه لاستئناف المفاوضات وانتقل الضغط الامريكي الى الجانب الفلسطيني بعد ان كان مركزا في البداية على اسرائيل.
رغم ذلك تعتقد الدبلوماسية الاردنية أن الجانب الامريكي ما زال ملتزما بحل الدولتين "ولن يقبل أوباما الجلوس مع نتنياهو ثم يواصل الاخير بعد ذلك الاستيطان" يقول المسؤول الدبلوماسي كما حصل مع نائبه بايدن عندما زار اسرائيل قبل اشهر.
كما يسود الاعتقاد بأن الأسس التي انطلقت بموجبها المفاوضات وفرت بيئة مناسبة ينبغي البناء عليها لاطلاق مفاوضات وفق مرجعيات دولية معروفة ومقرة.
وانطلاق المفاوضات من دون شروط لا يثير قلق الجانب الاردني ما دامت مرجعيات عملية السلام قائمة على القوانين الدولية.
لكن ماذا عن الدور الاردني في المفاوضات المقبلة?
الاستراتيجية الاردنية في هذا الصدد ثابتة كما يؤكد المسؤول: الاردن لا يفاوض اسرائيل في قضايا الحل النهائي لكنه سيكون له رأي وعلى اطلاع مباشر على مجريات المفاوضات, وبتفصيل اكثر يضيف "لن نفاوض في قضايا اللاجئين وغيرها, عباس سيفاوض, لكننا لن نقبل بحل يفرض علينا او يتم الاتفاق عليه من دون علمنا".
وهناك لجنة تنسيق قائمة بين الجانبين الاردني والفلسطيني لمتابعة المفاوضات, خاصة قضايا الحل النهائي تجتمع باستمرار وسيتم تفعيلها بشكل اكبر مع انطلاق المفاوضات المباشرة.
"فشل المحاولات والجولات السابقة من المفاوضات لا يعني عدم الانخراط في مبادرة جديدة" يؤكد المسؤول البارز.
الحل اذا مواصلة المفاوضات بشروط او من دون شروط, المهم ان تستمر العملية اطول وقت ممكن وتصبح مع مرور الوقت هدفا لحد ذاتها.