"خلافة" بلا ولا شي!

"خلافة" بلا ولا شي!
الرابط المختصر

بلا ولا شي بحبك بلا ولا شي ولا في بهالحب مصاري ولا ممكن في ليرات ولا ممكن في أراضي ولا في مجوهرات تعي نقعد بالفي مش لحدا هالفي حبيني وفكري شوي.

بلا ولا شي وحدك بلا ولا شي بلا كل انواع تيابك بلا كل شي فيه تزيين بلا كل أصحاب صحابك الثقلى والمهضومين تعي نقعد بالفي مش لحدا هالفي حبيني وفكري شوي.

بلا جوقة أمك بيك ورموش وماسكارا بلا من نسوان حيك بلا كل هالمسخرة تعي نقعد بالفي مش لحدا هالفي حبيني وفكري شوي بلا ولاآآآ شي".

هذه كلمات المبدع زياد رحباني في ألبومه هدوء نسبي، والتي غناها الصديق الطبيب سامي حواط. والعنوان يتناسب وحالة عدم الهدوء التي تجتاح المنطقة نتيجة للمتغيرات المتسارعة مع كل لحظة، ومنها الخلافة غير الراشدة.

وحالة الانقلاب هذه، ليست حالة محتكرة على الوضع السياسي والعسكري المحلي والإقليمي المتقلب، بل حالة مزاجية عامة بين البشر، حتى أصبح يمسي الفرد منا بحال ويصبح بعشرة أحوال، وعلى قاعدة المتكلمين "دوام الحال من المُحال". لكن هذه الحالة المضطربة تنزع الهدوء النسبي المفترض أن يصحب الحالة الروحانية التي تفرضها أيام رمضان المباركة.

التأسيس لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، ومن ضمنها الأردن، حالة ليست وليدة الصدفة أو نتيجة عرضية لما يسمى "الربيع العربي"، بل هي نتيجة تخطيط ودراسة عميقة للواقع الاجتماعي والثقافي العربي، ولعب بالمعادلات البشرية على الأرض، بحيث يصبح كل مآلات ما يحدث من حروب وانقسامات في المجتمع نتيجة حتمية لهذا اللعب الذي ينزع حالة الهدوء النسبي الذي خبرته مجتمعاتنا في السنوات السابقة للخراب الممنهج الذي يجري على قدم وساق.

الحالة العراقية نموذج واضح لهذا التكتيك الذي فرضته لعبة بريمر، ووافقت عليه القوى السياسية، سنتها وشيعتها وأكرادها. لكن التطبيق لهذا التقسيم الممنهج كان لا بد من إنضاج له، حتى يصبح حقيقة على أرض الواقع، ويتوجب أن يسبقه خراب في سورية ومصر وليبيا واليمن وغيرها من بلاد العُرب المنكوبة بأهلها، حتى يتسنى إكمال دائرة الفوضى الخلاقة التي لا تتناسب وكلمات أغنية زياد رحباني.

إذ إن هذا الحب ليس "بلا ولا شي"، بل هو حب يريد أكثر من المجوهرات؛ يريد النفط والغاز الذي تسبح فوقه دول الفوضى، تلك الدول التي عجزت عن فهم هذه المعادلة الرامية إلى إعادة تقسيم المقسم وتجزئة المُجزأ، رغم كل الحديث في كتب التاريخ عن "سايكس-بيكو"!

وذهبت كلمات قصيدة فخري البارودي التي كنا نهتف بها كل صباح في مدارس ما قبل الحداثة: "بلادُ العُربِ أوطاني... منَ الشّامِ لبغدانِ... ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ... إلى مِصرَ فتطوانِ... فلا حدٌّ يباعدُنا... ولا دينٌ يفرّقنا... لسان الضَّادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ"!

فلا يوجد هدوء نسبي، ولا يوجد حب بلا وشي، كل ما يدور محسوب حسابه!

الغد

أضف تعليقك