حرب غير متكافئة إسرائيل في مواجهة العالم

حرب غير متكافئة إسرائيل في مواجهة العالم
الرابط المختصر

لنفهم ما يجري في غزة من صراع دموي لا بد من الإشارة إلى أن هناك أربعة اطراف ذات علاقة: إسرائيل ، ومنظمات المقاومة الفلسطينية ، وشعب غزة ، والعالم الخارجي بما فيه العالم العربي وعلى رأسه مصر.

بين إسرائيل والمقاومة حرب ساخنة ليست متكافئة ، فإسرائيل هي الأقوى بالمقياس العسكري ، والمقاومة هي الاقوى بالمقياس الأخلاقي.

المفروض في العالم الخارجي أن ينحاز إلى الجانب الأخلاقي ، ولكن هناك جهات عديدة ودول ملتزمة بالانحياز لإسرائيل بصرف النظر عما يحدث. وفيما عدا هؤلاء فقد وقف العالم ، معنوياً على الاقل ، إلى جانب غزة.

في هذه الحرب الشرسة يجري القتال بين الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح الأميركي من جهة ومنظمات المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى ، ولكن شعب غزة هو الذي يدفع الثمن ويتحمل الخسائر المادية والبشرية ، ويعلن مع ذلك تأييده ودعمه للمقاومة ، خاصة وأنه لم يبقَ لديه ما يخسره ، ولأن الوضع السابق للعدوان وخاصة الحصار مرفوض جملةً وتفصيلاً.

إسرائيل تضرب شعب غزة لأنه هدف مكشوف وسهل ، فتهدم الجوامع والكنائس والمدارس ، كما تنسف المنازل على رؤوس ساكنيها على أمل أن يشكل ذلك ضغطاً على المنظمات المقاتلة. وحجتها أن حماس تستخدم هذه المرافق لإطلاق الصواريخ ، وإن لم تقدم دليلاً واحداً على ذلك.

ومع أن العالم كان مهتماً بوقف إطلاق النار لوقف المجازر ، إلا أن حماس والجهاد الإسلامي لم يظهرا ميلاً لتقديم أي تنازل كثمن لوقف العدوان على شعب غزة الأعزل ، ولم تؤثر الضحايا والدمار في موقفها الصلب ، بل إن العنف الإسرائيلي تجاه شعب غزة وكثرة الضحايا من المدنيين تعزز شعبية حماس وتشكل عنصراً ضاغطأً على إسرائيل ، ليس لأن لديها شيئاً من المشاعر الإنسانية ، بل لأن العالم ينقلب ضد إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب وتتصرف بشكل وحشي ضد شعب أعزل وتدّعي أنها تحارب حماس ، وأنها تدافع عن نفسها ، مع أنها لم تنجح في وقف صواريخ المقاومة ، وكل ما حققته هو إلحاق الدمار بالمجتمع المدني واستحقاق إدانة العالم.

الرأي

أضف تعليقك