توجهات المخيمات في الانتخابات الأردنية القادمة..!

توجهات المخيمات في الانتخابات الأردنية القادمة..!
الرابط المختصر

في عام 1993 حيث جرت اول انتخابات نيابية بالصوت الواحد الذي تم تكريسه  في الانتخابات القادمة بآلية جديدة ، كان قانون الصوت الواحد هو المؤشر الذي اسفر عن توجهات المخيمات الفلسطينية في الانتخابات التشريعية الاردنية ، اسفر عن الانفصال التقليدي بين توجه المخيمات الفلسطينية ، و الحركة السلامية التي استحوذت على اكثر اصوات المخيمات في الانتخابات الشاملة التي تمت بالقانون السابق ، عام 1989 ، وكانت انتخابات الصوت الواحد اول تجربة لظهور فائزين باسماء المخيمات على نحو واضح ، فيما  سلمت المخيمات أمرها قبل ذلك للحركة الاسلامية و سقط فيها حتى رئيس نادي الوحدات الذي يحضَ بشعبية جارفة داخل المخيمات ، كل المخيمات..!

-2-

توقعت صحيفة الاخوان المسلمين يومها وعبر صفحتها الاولى بفوز الدكتور محمد عويضة باعلى الاصوات في انتخبات 93 ، لانه حسب تعبيرها يمثل مخيم البقعة الشهير ، والذي يحوي عدد كبير من الاصوات ، وهو تكتيك انتخابي اتبعته الحركة الاسلامية ، في الوقت الذي لم يكن فيه الدكتور عويضة هو شخصية عامة داخل المخيم ، وكان من احد الاصدقاء المقيمين في مخيم البقعة ان سخر من هذا التوقع ، باعتبار ان مخيم البقعة لا يعترف الا بالمرشح الشعبي العام له ، وهو المرحوم ابراهيم شحدة –على ما اذكر- ، وكانت النتييجة ان عويضة المرشح المفترض للحركة الاسلامية باسم المخيم ، لم يحصل على اعلى الاصوات ، وبالكاد نجح باصوات الحركة الاسلامية نفسها ، وكان فوز المرحوم شحدة هو الثابت الوحيد في دائرة البقعة الملحقة بدائرة البلقاء ، ولم يستطيع البرلماني والقيادي الكبير عبداللطيف عربيات رئيس مجلس النواب السابق عن الحركة الاسلامية ان يحصد اي من اصوات المخيم ، وخسر مقعده في المجلس ، وكانت دائرة اربد الاكثر سخونة في مرشحي الحركة الاسلامية حيث رشحت الحركة الاسلامية اربعة مرشحين ليس منهم من احد اصول فلسطينية ، كما حصل مع عويضة في مخيم البقعة وكانت الحركة الاسلامية قد قسمت اصوات المخيمين الشهيرين في اربد ، مخيم اربد ومخيم الحصن بين مرشحيها وخصوصا الكاتب المرحوم حسن التل وعبد الرحيم عكور ، خسر ايضا حسن التل الذي لم يستطع ان يحصل على اصوات المخيمات رغم حضور عائلة التل التاريخي في رئاسة بلدية اربد ، وفاز مرشح عام عن مخيم اربد لعله صالح شعواطة ، وهو احد اعضاء حركة فتح والذي عاود وفاز مرة اخرى بعدها ، وحصل ذات الشئ اذ فاز مرشح اخر عن المخيم في محافظة جرش والعقبة ، ناهيك عن بروز شخصيات عامة مثلت اهم مخيمات عمّان ،الوحدات والحسين ، فاز في احدى الدورات مرشحين من عائلة واحدة ، عائلة الكوز ، وفاز في احدى المرات الصحفي حمادة فراعنة رغم موقفه السياسي غير المنسجم في استطلاعات الراي مع اراء المخيمات في اتفاقية السلام مع اسرائيل ، وحصل ذات الشيئ مع نائب اسلامي من غير الحركة الاسلامية كان اسمه محمد رافت حيث حصل في احدى الدورات على العدد الاكبر من الاصوات في دائرة البلقاء رغم موقفه الايجابي من التطبيع مع الكنيست الاسرائيلي حال فراعنة ايضا..!

-3-
اعلن وزير الداخلية الاردني عشية اعلان اسماء فائزي انتخابات 93 عن فوز 13 نائبا اردنيا من اصل فلسطيني في الانتخابات ، وهو ما يعادل 16% من مقاعد المجلس قبل ان يتم رفعها مرتين بعد ذلك ، المهم ان رقم (13) كان رقما قليلا اجمالا ، لكنه كان فاعلا بالنسبة للمخيمات حيث تم ايصال شخصات من خارج الحركة الاسلامية تمثل الهم العام للمخيمات ، وهو ما لم يكن حاضرا في انتخابات 89 حيث كانت معظم اصوات المخيمات باتجاه الحركة الاسلامية ، وتوالت هذه الحالة بعد ذلك ، وحيث قاطعت الحركة الاسلامية انتخابات عام 97 فاز نواب يمثلون  الهم العام في المخيمات ، وفاز منهم النائب الذي انشق عن الاخوان المسلمين عبدالمنعم ابو زنط باعتباره نائب ساهم في القضايا العامة للمخيم ، وحيث ان القانون الحالي الذي قسم الدوائر الى دوائر مجزأة ، من الممكن ان تكون المخيمات اكثر ( تحوصلا) فهذا يعزز وجود نواب يمثلون الهم العام للمخيمات و لن يضطروا للمنافسة مع مناطق اكبر منهم ، كحال المخيم في العقبة والمخيم  في جرش.
-4-
اعتقد ان التجارب السابقة تؤكد ان الحركة الاسلامية قد تفوز ببعض المقاعد في نحو سبع دوائر فيها مخيمات ، لكنها قد لا تتجاوز مقعدين او ثلاث ، لشخصيات لها ارتباطات عامة بهموم المخيمات ، وليست من الشخصيات القيادية الهامة في الحركة ، في حين ان البقية ستكون شخصيات عامة من الشخصيات المعروفة دخل المخيمات من غير الحركة الاسلامية وربما تكون شخصيات شعبية او وجهاء او رجال اعمال او رموز رياضية .
، ومن المؤكد عدم فوز مرشحين سياسيين اخرين الا في حدود الشخصيات العامة التي تنتمي لحركة فتح ، في بعض المخيمات التي لا يوجد فيها اي رموز كبيرة للاخوان شأن مخيمات اربد وجرش..!
ومن المؤكد ان العدد سيكون اكثر من اي مجلس نيابي سابق ، او بصورة ادق فان القانون الجديد سيدعم ظهور مرشحين يحملون هموم المخيمات في الظروف الراهنة بعيدا عن اي تركيبات سياسية ستحاول خطف اصوات المخيمات..!