انقلاب‎ ‎في‎ "‎الضمان‎ ‎الاجتماعي‎"‎

انقلاب‎ ‎في‎ "‎الضمان‎ ‎الاجتماعي‎"‎
الرابط المختصر

بدا التغيير في مؤسسة الضمان الاجتماعي مفاجئا وغير متوقع.

فبالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء فايز الطراونة، عن نية الحكومة استئذان الملك لإضافة مشروع قانون الضمان الاجتماعي على جدول الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، أجرى الطراونة تغييرا شمل أهم منصبين في "الضمان"؛ مدير المؤسسة، ورئيس الوحدة الاستثمارية.

نائب المدير العام ناديا الروابدة، حلت مكان المدير السابق الدكتور معن النسور الذي شارف عقده على الانتهاء.

وعرف عن النسور تشدده وممانعته لمحاولات التدخل الحكومي في سياسات المؤسسة وقراراتها.

نائبته التي احتلت مكانه تعمل في المؤسسة منذ ربع قرن تقريبا، وتدرجت في السلم الوظيفي إلى أن وصلت منصب المدير العام.

ويأمل الكثيرون أن تسير على درب النسور.

ولكونها ابنة رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، يؤكد المقربون منها أنها ورثت عن والدها القدرة على الإدارة الحصيفة والذكية.

التغيير الملفت وربما "الخطير"، على حد وصف خبراء في مؤسسة الضمان، هو الذي طال منصب مدير وحدة الاستثمار المعنية مباشرة بإدارة استثمارات بمئات الملايين، ويملك مجلس إدارتها القرار الاستثماري في المؤسسة.

الوحدة التي تدير مدخرات الأردنيين، وتعد الصندوق السيادي الأول والأخير في الأردن، دانت إدارتها لرجل أعمال من القطاع الخاص هو هنري عزام، الذي حل مكان أستاذ الاقتصاد الدكتور ياسر العدوان.

لم يكن العدوان من أنصار المدرسة النيو-ليبرالية في الاقتصاد، والتي غزت الإدارة الأردنية في السنوات الماضية. يمكن القول إنه محافظ، ولذلك لم يكن مستعدا للمغامرة في قراراته الاستثمارية، وقاوم ضغوطا حكومية، سواء لجهة التخلي عن حصة الضمان الاجتماعي في استثمارات ناجحة كبنك الإسكان وبيع أسهم المؤسسة إلى مجموعة استثمارية خليجية، أو تقديم قروض ميسرة لجهات حكومية.

المدير الجديد للوحدة الاستثمارية هنري عزام، من دائرة الأصدقاء المقربين لرئيس الوزراء، فقد تزاملا على مقاعد الدراسة الجامعية. عزام كان من قبل مديرا لشركة أموال "إنفست"، ثم مديرا لبنك دوتشي بنك في إحدى دول الخليج لفترة قصيرة.

سبق لرئيس وزراء سابق أن عين عزام في نفس المنصب، لكنه تراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة، بعد أن سُجلت اعتراضات عليه من جهات عديدة.

يؤكد خبراء في الضمان الاجتماعي أن التغيير في قيادات المؤسسة سيجعل القرار من الآن فصاعدا في يد الحكومة.

وثمة مؤشرات قوية على أن التغيير في الوحدة الاستثمارية سيفتح الباب من جديد لإتمام صفقة بيع حصة الضمان الاجتماعي في أحد المصارف لمجموعة استثمارية.

وفي المعلومات أيضا وعود بمناصب تم التفاهم عليها بين رجل أعمال والمجموعة الاستثمارية الطامحة بزيادة حصتها في أحد المصارف، وذلك خلال زيارة قام بها رجل الأعمال "المسؤول" إلى دولة خليجية قبل أسابيع.

وفي هذا المجال، هناك تفاصيل مثيرة للغاية لا يمكن نشرها قبل التأكد من صحتها.

إضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء ذاتهم تسوية ملفين استثماريين عالقين، تحفظت عليهما إدارة الوحدة الاستثمارية ومديرها السابق.

لا نقول إن أموال الضمان الاجتماعي في خطر، لكن من الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما يتولى رجل أعمال يهوى المغامرة إدارة الوحدة الاستثمارية، وكذلك حين يتوسط رجل دولة لدى إدارة المؤسسة لتعيين سائقه عضوا في مجلس إدارة إحدى الشركات التي يساهم فيها "الضمان الاجتماعي"؛ وهذه ليست نكتة إنما واقعة حقيقية

الغد

أضف تعليقك