انتخابات نقابتنا

انتخابات نقابتنا
الرابط المختصر

ينشغل الوسط الصحفي في هذه الأيام بانتخابات نقابة الصحفيين التي من المقرر أن تجرى في الخامس والعشرين من شهر نيسان (أبريل) الحالي. المرشحون من الزملاء الصحفيين، يزورون الصحف اليومية ووكالة الأنباء والتلفزيون والإذاعة والمواقع الإلكترونية لعرض برامجهم الانتخابية، في محاولة منهم لكسب أكبر عدد من المؤيدين، لهم ولبرامجهم وللأهداف التي يسعون إلى تحقيقها في حال فازوا بالانتخابات وصلوا إلى سدة القيادة في النقابة، أي وصلوا إلى مجلس النقابة.

ومع أن انتخابات نقابة الصحفيين، كما جرت العادة، تخلو من القوائم الانتخابية التي تشكلها تجمعات وفاعليات نقابية، أو قوى سياسية وحزبية، إلا أنها لا تخلو من التنافس الشديد بين المرشحين، تماما كما يحدث في النقابات المهنية الأخرى التي يتنافس المرشحون فيها وفق قوائم لها حضور جيد في الهيئات العامة للنقابات، وتملك برامج مهنية وسياسية واجتماعية.

المرشحون يتحدثون في كل اللقاءات التي يعقدونها أو تعقد لهم، عن أهدافهم من الترشح، والتي جلها يدور في فلك رفع المستوى المعيشي والوظيفي والمهني للزملاء الصحفيين، وتعزيز دور النقابة وتفعيله مهنيا وفي أوساط الصحفيين وفي المجتمع، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتعزيزها.

غالبية برامج وشعارات وأهداف المرشحين تتشابه، والاختلافات في التفاصيل فقط. وهذا التشابه، يصعّب الأمر على الهيئة العامة التي ستصوت على المرشحين، ما سيجعلها تلتفت لعوامل أخرى لحسم خياراتها الانتخابية. ولكن هنا أعتقد أن العوامل الأخرى التي تعتمد لانتخاب المرشحين، هي التي تضعف العمل النقابي على كل المستويات، وتجعله أيضا عرضة للنقد من قبل أعضاء الهيئة العامة. فالناخب عليه أن ينتخب من يعتقد ويشعر ويرى أنه الانسب لهذا الموقع، الذي سيخدم العمل الصحفي، والنقابة والهيئة العامة.

المجاملات في الأمور الانتخابية لا تفيد في محصلة العمل النقابي، ولا تفيد الهيئة العامة ولا النقابة. فالمجاملات من الأسباب التي أدت إلى ضعف العمل النقابي في نقابة الصحفيين. فالعديد من الزملاء ينتخبون لا وفق قناعاتهم، وإنما لأنه تم تخجيلهم، أو لعلاقات مهنية أو اجتماعية وغيرها تربطهم بالمرشحين.

جميع المرشحين يوافقون الناخبين بأن نقابة الصحفيين بحاجة إلى مجلس قوي، يستطيع أن ينقل العمل النقابي إلى مستوى الطموح. ولذلك، عليهم أن يقدموا برامج واضحة ومحددة بسقف زمني لتحقيق ذلك. وعلى الناخبين التركيز على المرشحين الأقوياء، أصحاب الرؤية المهنية والفكرية والسياسية القادرين على تحقيق الأهداف التي يسعى إليها الوسط الصحفي.

هناك الكثير من التحديات التي تتطلب عملا دؤوبا من قبل النقابة. ولهذا، علينا جميعا أن ننتخب مجلسا قويا قادرا على مواجهة التحديات والعقبات، وأن يصنع السياسات الإعلامية المحلية، وأن يذود عن المهنة والمنتسبين إليها.

الغد

أضف تعليقك