p style=text-align: justify;هل أسهم الحدث السوري بتعطيل “عجلة” الإصلاح في بلدنا؟ الاجابة بالطبع نعم، لكن المهم كيف؟ يمكن هنا ان نرصد “لحظة” فارقة تشكلت في بداية شهر آذار من العام الفائت وتمخضت عن بداية انقسام في “جبهة” الإصلاح بين تيار اسلامي انحاز الى الثورة السورية وتيار قومي يساري “استغرق” تماما في الدفاع عن النظام السوري ونفض يده من موضوع “الإصلاح” في بلدنا، ومنذ تلك اللحظة بدأ “الصراع” على اجندة “الإصلاح” واهدافه، ووجدنا انفسنا امام “شارع” يحاول كلا الطرفين استقطابه واستمالته؛ ما سمح لخصوم “الاصلاح” ان يدخلوا على الخط، وان يوظفوا هذه الاشتباكات والانقسامات لمصلحتهم، لدرجة انهم نجحوا في توجيه النقاش العام الى العنوان “المختلف” عليه بدل ان ينصبّ على “القضية” الوطنية التي تجمع الاردنيين وتوحدهم على مشترك داخلي وطني بدل “تحييدها” لمصلحة قضية يمكن النقاش حولها في مرحلة لاحقة، او تأجيلها باعتبارها اولوية ثانية./p
p style=text-align: justify;كان لدى الطرفين الاسلامي واليساري “قابلية” جاهزة للاختلاف وربما للصراع، لكن من المناخات الجديدة التي سيطرت على عالمنا العربي وما جرى فيه من تحولات شعبية وجد الطرفان نفسيهما امام استحقاقات توافقية لم يتمكنا من تجاوزها وكان يمكن لهذه “الاقترابات” والتفاهمات ان تستمر لو ان الحدث السوري لم يداهمها كما حصل فجأة، ولو ان “خصوم” الإصلاح لم يستثمروا الفرصة بدقّ مزيد من الاسافين بين الطرفين من جهة، وتخويف المجتمع من “صورة” النموذج السوري وعدوى انتقاله من جهة اخرى./p
p style=text-align: justify;لكن –على ما يبدو- لم يكن ثمة مفرّ من “الطلاق” ومع انه كان يمكن ان يكون “باحسان” او باتفاق على “هدنة” تفصل بين الداخل واستحقاقاته الواجبة وبين الخارج “ونوازله” المختلف عليها الا ان عوامل اخرى عمقت الفجوة بين الطرفين وحوّلت الخصومة السياسية بينهما من دائرة ما يلزم من اخلاقيات الى دائرة ما لا يلزم من تراشقات واساءات فقد وجد اخواننا اليساريون بعد ما حصل في بلدان الثورات الاولى ان يغيبهم من صناديق اقل بكثير مما توقعوه، وبأن خصومهم “الاسلاميين” حازوا على اصوات الاغلبية كما وجدوا ان بناء شبكة جديدة للتحالف مع انظمة خرجت للتو من رحم الثورات مسألة صعبة وان فرصتهم الوحيدة هي “ترميم” تحالفات قديمة مع انظمة لم تسقط يلتقون معها على ارضية “العدو المشترك” غربيا كان او اسلاميا، دون ان يتوقفوا حتى امام دخول اطراف اخرى في هذا التحالف كانوا يعتبرونها من خصومهم التقليديين “ايران مثلا”./p
p style=text-align: justify;على الطرف الاخر كانت انتصارات الاسلاميين في الخارج عززت شعورا لدى اسلاميي الداخل “بقوة” الجدار الذي يستندون اليه وبالتالي عدم حاجتهم الى “تحالف” مع قوى يعرفون انها لا وزن لها في الشارع./p
p style=text-align: justify;لا بأس، كل هذا الذي حدث يبدو مفهوما في سياقاته، لكن لا بد من التوقف امام سؤال الجدوى: والنتيجة معروفة، الخلافات والانقسامات اضرّت بالطرفين معا، وبالفكرة الاصلاحية واهدافها، وبالقضية السورية ايضا، ما العمل اذن؟ اعتقد ان “استعصاء” الحل على الصعيدين الداخلي والخارجي يستدعي التفكير مجددا في طريق ثالث يجسر العلاقة بين الاسلاميين واليساريين وبينهما وبين مجتمعنا وقضاياه ايضا، لكن من اين نبدأ؟ اولا- الاتفاق على “مبادرة” وطنية للاصلاح وثانيا- تحييد الخلاف على الموضوع السوري وثالثا- وقف الاشتباكات الاعلامية بين الطرفين ورابعا- اعادة الاعتبار لوحدة الجماعة الوطنية كأولوية وتوجيه النقاش حول قضاياها وهمومها واخيرا- الخروج من وهم “التحالفات” الخارجية المغشوشة والتعويل –فقط- على مردود خدمة الناس ودعمهم لكل طرف يمدّ يده اليهم بالافعال وليس بالاقوال فقط./p
p style=text-align: justify;الدستور/p
p style=text-align: justify;/p