لا يختلف اثنان على أن اختيار السيد عبد الإله الخطيب ليكون رئيسا للهيئة المستقلة للانتخابات كان اختيارا موفقا فالسيد الخطيب دبلوماسي مخضرم وقد قاد الدبلوماسية الأردنية لسنوات طويلة كما أنه يعتبر دبلوماسيا دوليا فقد تم اختياره من قبل الأمم المتحدة ليكون وسيطا دوليا أثناء الثورة الليبية وهذه الثقة الدولية لم تأت من فراغ بل إن هذا الاختيار يتم عادة من بين عدد من الشخصيات المعروفة كما تم اختياره من قبل الجامعة العربية ليكون وسيطا في سوريا إلا أنه اعتذر عن هذه المهمة ووجوده على رأس الهيئة المستقلة للانتخابات سيعيد الثقة في هذه الانتخابات من قبل المواطنين بعد أن دارت العديد من الشكوك حول نزاهتها في السنوات الأخيرة.
كما جاء اختيار أعضاء الهيئة أيضا موفقا إذ أن اثنين من رؤسائها أشغلا منصب وزير العدل وهما من الشخصيات المحترمة جدا والعضوان الآخران أحدهما نائب ووزير سابق وشخصية إسلامية محترمة والآخر قاض مشهود له بالنزاهة.
تعيين هذه الهيئة برئيسها وأعضائها هي رسالة واضحة للداخل والخارج بأن هناك إرادة سياسية لا لبس فيها ولا غموض بأن الانتخابات القادمة ستكون انتخابات نزيهة مئة بالمئة وسيختار المواطنون ممثليهم وهم واثقون بأن من سيمثلهم في المجلس النيابي السابع عشر هم من اختاروهم وليس من فرضوا عليهم بطريقة أو بأخرى.
إن قبول السيد عبد الإله الخطيب بهذه المهمة يعني أنه وزملاءه لن يقبلوا إلا بانتخابات نزيهة مئة بالمئة وقانون الهيئة المستقلة للانتخابات لن يسمح لأي جهة مهما كانت بالتدخل في العملية الانتخابية وقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أكثر من مرة بأن الانتخابات النيابية ستجري قبل نهاية هذا العام وستكون انتخابات نزيهة لا تشوبها شائبة.
إن تشكيل هذه الهيئة يعتبر الخطوة الأولى في الطريق إلى الإصلاحات السياسية وها هو مجلس النواب يناقش باقي القوانين الإصلاحية فقانون الأحزاب وقانون المحكمة الدستورية وقانون الانتخاب في طريقها إلى الإقرار من قبل مجلسي الأعيان والنواب وستقر قبل نهاية الدورة الحالية التي ستنتهي في الخامس والعشرين من شهر حزيران القادم.
على كل حال فإن تشكيل الهيئة العليا للانتخابات لاقى ارتياحا كبيرا من قبل معظم النخب السياسية ومن قبل المواطنين واختيار رئيس وأعضاء الهيئة كان موفقا جدا وكما قلنا وهذا الأهم ستعيد هذه الهيئة الثقة لدى المواطنين بنزاهة الانتخابات وسيختارون ممثليهم بإرادتهم ولن يكون هناك نائب واحد غير الذين اختاروهم عن طريق صناديق الاقتراع.
هناك الآن عمل كبير أمام هذه الهيئة فهي ستقوم بإعداد كل التفاصيل المتعلقة بعملها واختيار الكوادر التي ستشرف على العملية الانتخابية وتشرف على تدريبهم وعامل الوقت مهم جدا لأنها يجب أن تنتهي من أعمالها هذه خلال أشهر معدودات لأن الانتخابات كما أكد جلالة الملك ستجري قبل نهاية هذا العام.
تمنياتنا للسيد عبد الإله الخطيب ولزملائه الكرام بأن ينجحوا في مهمتهم وسينجحون بإذن الله ليعيدوا الثقة بمؤسساتنا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
span style=color: #ff0000;الدستور/span