النواب والصحافة الصامدة..

النواب والصحافة الصامدة..
الرابط المختصر

الصحافة الأردنية ممثلة بأعضاء نقابتها؛ وعلى امتداد عمرها، تقع في عين العاصفة، وفي كل يوم يتزايد أعداء الحقيقة وينضوون تحت شعارات الحرية، ثم يتسلقون ويتساقطون..والحياة تستمر.

لن نتحدث عن هجوم وشيك على الصحافة، مصدره بعض أعضاء مجلس النواب، بل نلجأ الى الديبلوماسية والى لعبة «السلم والحية»، ونقول، إنّ ثمة حراكا في مجلس النواب يرفع شعار الحريات الصحفية، ويتمنطق هذه المرة بالمواقف الدولية السلبية حول موقف الأردن من الحريات خصوصا الصحفية منها، على اعتبار أن الأردن يعاني من هبوط سقف الحرية، ويمارس تضييقا على عمل الصحفيين، ويتحدثون عن تعديلات قانون المطبوعات والنشر، ويصفونها بأنها تعديلات جاءت لتقييد حرية الصحافة وليس تنظيمها..الى آخر الكلام «الفراطة».

لا يوجد اي نائب في مجلس النواب عضو في نقابة الصحفيين،  التي تعيش أياما انتخابية، ولا أجده مناسبا أن يتم طرح موضوع «قانون نقابة الصحفيين» أو التحدث في مجلس النواب عن أصول وقوانين المهنة في هذا الوقت،  وهذا بالطبع سينعكس على «الحوارات والأفكار» التي يقودها نواب «بعينهم»، لتصحيح موقف الأردن من المهنة التي لا يوجد لها متحدث مهني «مؤهل» في مجلس النواب ليدافع عنها، ويكشف «الخلط المقصود» في خطاب المصححين وغيرهم، فالمهنة وأعضاؤها، لم يسلموا «تاريخيا» من السنة ودسائس بعض المصححين لقوانينها .

للمرة الألف؛ نتحدث عن الاهتمام بالمواقع الالكترونية باعتبارها الجهة الوحيدة التي أودت بالمهنية، والتغافل عن الفضائيات وعن الإذاعات، وعلى الرغم من رفضي لضم العاملين بالمواقع الالكترونية الى نقابة الصحفيين، إلا أنني لا أراها تتحمل كل هذا  التراجع في المهنة، فالفضائيات والاذاعات جهتان تتحملان الجزء الأكبر من التراجع وهبوط الذائقة وغياب الحقيقة، وهما جهتان لم تحظيا بالاهتمام ولا بمساحة من كلام، لا في القوانين التصحيحية، ولا حتى في الدسائس التي يبرع فيها بعض المصححين المتباكين على مهنة الصحافة، الذين قفزوا اليها من فوق حيطها الذي اقتنعوا بأنه «واط»، ويسهل القفز عليه وعنه.

حوالي 100 مليون مواطن في مصر، وفيها نقابة صحفيين من أقدم النقابات المهنية في الوطن العربي، ولم يتجاوز عدد أعضاؤها 7 آلاف عضو، بينما نتعثر يوميا بمليون صحفي أردني يدعي الصحافة و.. أيضا، وهو ليس عضوا لا في نقابتها ولا يعمل ولو متدربا في مطابخها الصحفية الكبيرة المعروفة..

إن الجسد الأردني سليم، وإنْ مرّ بوعكة صحية فإنه سرعان ما يتعافى ويلفظ الغث، وهي حقيقة بحجم نصيحة للمتباكين على حرية الصحافة من غير أهلها، أن لا يلفقوا الكلام والقوانين والتعديلات والتبديلات، فالصحفيون أعضاء النقابة، هم أهل المهنة، وهم الأدرى بسقف حريتها وبقوانينها الناظمة لعملها ولعملهم .. وهم الأكثر حرصا على حيواتهم ومستقبلهم.

اريد القول : إن الحكومة والنواب، جهتان ثانويتان حتى لا نقول  متهمتان، حين يكون البحث جاريا عن الصحافة في الأردن وعن قوانينها التي تنظمها كمهنة، يعتاش منها عشرات الآلاف من العائلات الأردنية، ويمثلها أعضاء نقابتها الذين تضخم عددهم بشكل مفاجىء، وتجاوز  1300 عضو عامل.

الحكومة تطلب من مجلس الأمة الاسراع في تشريع واقرار قانون انتخاب، وهو موضوع صرح بشأنه النواب، حيث الوقت لا يسعف المجلس للقيام بمثل هذا العمل خلال الأشهر الستة القادمة، فيا حبذا لو ينصب جهد النواب على إيجاد قانون انتخاب «صحيح» بدل «الخربطة» في الإعلام بدعوى التصحيح..

الدستور

أضف تعليقك