الملك يقترب من اعلان موت (حل الدولتين)
هناك حاجة اردنية وفلسطينية للبحث عن خيارات بديلة.
لم يخف الملك عبدالله الثاني تشاؤمه وهو يتحدث للمشاركين في حوار المنامة عن مستقبل عملية السلام, فقد اقترب من الاعلان صراحة عن فشل كل المحاولات لانقاذ العملية المتعذرة. صحيح ان جلالته ما زال يعول على دور امريكي لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لكن نافذة الأمل ضيقة على ما يبدو خاصة وان الوقائع على الارض لا تبشر بالخير وتشير في مجملها الى ان الانحياز الامريكي لاسرائيل غير قابل للكسر.
لقد تبنت الدبلوماسية العربية الرسمية في العقد الاخير شعار حل الدولتين وفق مرجعية مبادرة السلام العربية. بيد ان هذا الخيار يتعرض لموت بطيء وشارف على النهاية, فئمة حقائق ديمغرافية وجغرافية تقوض حل الدولتين كما قال الملك, ولهذا فان مبادرة السلام العربية لن تبقى الى الأبد.
موقف الرئىس الفلسطيني محمود عباس ليس بعيداً عن هذه الرؤية فبالامس كان يلوّح بحل السلطة الفلسطينية والتخلي عن رئاستها اذا فشلت الولايات المتحدة في وقف الاستيطان.
النهاية التي وصلت اليها عملية السلام لم تكن مفاجئة, لان المسار الذي اتخذته منذ اوسلو ولغاية الان يفضي بالضرورة الى الفشل فقد قدم الفلسطينيون والعرب كل ما يمكن من تنازلات من اجل دولة فلسطينية على 28 بالمئة من مساحة الارض المحتلة لكنهم لم يحصلوا على واحد بالمئة.
الاعلان بقرب فشل عملية السلام وتلاشي حل الدولتين يطرح على المعتدلين العرب وعلى الجانبين الاردني والفلسطيني على وجه الخصوص تحديات كبيرة, اذا اصبح هذا الحل غير ممكن او غير قابل للتطبيق فما هو البديل المقترح وما نوعية المطالب التي سيرفعها الفلسطينيون الى المجتمع الدولي?
السلطة الفلسطينية تتداول خيارات بديلة ابرزها اللجوء الى مجلس الأمن والرباعية الدولية لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
لا يحتاج المرء لتفكير عميق كي يستنتج ان مصير هذا الخيار هو الفشل في ضوء الموقف الامريكي الذي سيقف للفلسطينيين بالمرصاد في مجلس الأمن.
حل الدولة الواحدة? ربما يكون واحداً من الخيارات الفلسطينية المتاحة, لكن تبنيه رسميا يعني التخلي والى الأبد عن شعار الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67, فمن يجرؤ على ذلك الموقف, وماذا سيكون حال الفلسطينيين والعرب اذا ما فشلوا في ارغام اسرائيل على القبول بالدولة الواحدة?
اردنيا يبدو من حديث جلالة الملك انه ولغاية الان لم تتبلور رؤية واضحة لمرحلة ما بعد فشل حل الدولتين هناك حالة من الخوف والقلق المشروعين من ان يكون البديل عن السلام صراعات وحروب بشعة تتجاوز حدود المنطقة.
ويمكن قراءة هذا التصور في سياق محاولة جدية لتحذير المجتمع الدولي من مغبة الفشل ونتائجه لعله يتحرك لانقاذ عملية السلام قبل موتها الوشيك.
المشكلة ان القوى الدولية الفاعلة تستمع الى التحذيرات التي يطلقها العرب منذ سنوات لكنها لم تبدل في استراتيجياتها تجاه المنطقة.
والولايات المتحدة على وجه التحديد تتفهم المخاوف العربية وتدرك اكثر من غيرها الحاجة والمصلحة من اقامة السلام العادل في الشرق الاوسط, لكنها غير مستعدة او راغبة في مراجعة موقفها من اسرائيل. القضية برمتها في يد العرب فهم وحدهم من يستطيع تغيير قوانين الصراع في المنطقة واجبار القوى الدولية على تبني خيارات بديلة اكثر توازنا وعدالة.
العرب اليوم