المفاوضات تنهار برعاية أمريكية أيضا..

المفاوضات تنهار برعاية أمريكية أيضا..
الرابط المختصر

عدم التزام اسرائيل بالمحاور الرئيسية في العملية التفاوضية مرده تخاذل أمريكي، فهذه الجولة من التفاوض انطلقت بجهود أمريكية حثيثة، أخذت على عاتقها إنعاش عملية السلام بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، رغم كل المبررات الفلسطينية المانعة لإجراء تفاوض، وهي مبررات مبنية على ممارسات اسرائيلية لا سلمية، تمثلت في سلسلة من الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه،كبناء المستوطنات في أراضي 67، والاعتداء على الأراضي الفلسطينية في القدس، علاوة على المساعي الاسرائيلية الحثيثة لتهويد القدس،والعمل الدؤوب في الحفريات تحت الأقصى، والاستفزازات العدوانية التي يقوم بها جيش الدفاع الاسرائيلي وقطعان المستوطنين داخل الحرم القدسي وخارجه، ولا ننسى بالطبع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني فيها وخارجها تلك التي كانت سببا مباشرا في توقف المفاوضات قبل أعوام..

لم تلتزم اسرائيل بمحور مهم رئيسي، على أساسه وافق المفاوض الفلسطيني للدخول في مفاوضات لامنطقية مع اسرائيل، وتابعنا مجريات هذه الجولة التي تم الاتفاق بين الأطراف المتفاوضة أن تكون بعيدة عن الاعلام، وعلى الرغم من عدم تفاؤلنا عن مدى نجاحها حسب الشواهد والتسريبات والمواقف الاسرائيلية المعروفة، الا أننا ننتظر تصريحات رسمية من الراعي الأمريكي حول حصاد هذه الجولة، ويبدو أن احتمال وجود بصيص من تفاؤل تلاشى تماما، بعد أن صرح الجانب الاسرائيلي عن تنصله من الالتزام بإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، والذي كان من المقرر أن يتم اطلاق سراحهم الجمعة الماضي 28 آذار.

الراعي الأمريكي؛ هو الطرف الحقيقي الذي يتحمل انهيار العملية التفاوضية، فالفلسطينيون لم يقبلوا التفاوض الا تحت ضغط امريكي وتعهدات امريكية كبيرة، وعلى امتداد عمر هذه الجولة من التفاوض، كانت التسريبات الاسرائيلية تستهدف اجهاض العملية التفاوضية، وساد لغط وحديث غير معروفة مصادره الرسمية حول نجاح وفشل العملية، وتولدت أزمات سياسية على أساس هذه التسريبات  الاسرائيلية، ليس أقلها ولا أولها او آخرها «مشروع كيري المزعوم».

الطرف الفلسطيني ما زال ملتزما بالعملية التفاوضية، ولن يقبل التنازل عن اطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى، او يقبل تمديد المفاوضات كشرط لإطلاق سراحهم، بل إن الفلسطينيين لن يدخلوا مرحلة جديدة من التفاوض العبثي، ما لم تقم امريكا بدور أكثر فاعلية تجاه الصلف والتعنت الاسرائيلي، وفي حال جرى الحديث عن جولة جديدة من التفاوض فإن للفلسطينيين شروطا جديدة، كوقف الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية للاتفاقيات الدولية، ووقف الاعتداء على المقدسات بالتهويد والتهديد، ووقف الاعتداء بكل اشكاله على الشعب الفلسطيني..

امريكا وحدها المسؤولة عن تنفيذ كل استحقاقات هذه الجولة من التفاوض، بما في ذلك اطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى، وهي مطالبة بتنفيذ هذا الاستحقاق ان كانت تحرص على وجود شركاء فلسطينيين يقبلون بسلام مع اسرائيل، فقبول المفاوض الفلسطيني بتمديد المفاوضات كشرط لتنفيذ استحقاق سياسي تم الاتفاق عليه مسبقا، يعني نزع المصداقية والشرعية عن المفاوض الفلسطيني، وتركه في مواجهة مع الشعب الفلسطيني المسالم، والذي قبل بحل الدولتين وحق العودة واعتبار القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة.

الدستور

أضف تعليقك