المشهد اكتمل ... القلق في التفاصيل
تشكيلة الأعيان .. مفاجآت في اسماء الغائبين والحاضرين
باعلان تشكيلة مجلس الاعيان اكتمل المشهد السياسي في البلاد. ويوم غد سيكون اللقاء الاول للسلطتين التنفيذية والتشريعية بمجلسيها ايذانا بانطلاق الدورة الاولى لمجلس الامة.
مثلما كان متوقعا احتفظ العين ورئىس الوزراء الاسبق طاهر المصري برئاسة »الاعيان« ولا شك ان ذلك يلقى ارتياحا واسعا لدى مختلف الاوساط التي تثق بنزاهة الرجل واخلاصه لقضية الاصلاح المتوازن, وسعيه منذ ان تولى الرئاسة الى اعادة تعريف دور مجلس الاعيان كسلطة رقابة وتشريع لا تقل اهمية عن »النواب«.
اما تركيبة المجلس فقد حملت مفاجآت لم تكن في الحسبان ابرزها غياب رؤساء حكومات سابقين من عهد الملك عبدالله الثاني واستبعاد نائبي رئىس الوزراء السابقين د. رجاء المعشر ووزير الداخلية نايف القاضي الذي اشرف على انتخابات نيابية اعتبرها المسؤولون في الدولة نزيهة وحرة.
والمفاجأة الثانية: العودة القوية واللافتة لشخصيات محسوبة على تيار الليبرالية الجديدة الذي قوبلت سياسته ابان توليه مواقع المسؤولية بالسخط من اوساط شعبية واسعة وتأتي هذه العودة لتؤكد صحة تحليلات المراقبين بان رموز هذا التيار وان غادروا المواقع الرسمية فانهم لم يكونوا بعيدين عن المشهد السياسي. وبدت بصماتهم واضحة في تشكيلة الاعيان والحكومة الجديدة.
وذهب مراقبون الى الاعتقاد بان ولوج السلطة من بوابة »الاعيان« يمهد لحضور اوسع في المرحلة المقبلة.
وبدا جليا في تشكيل مجلس الاعيان الحرص على تحقيق التوازن في تركيبة مؤسسات الدولة وتعويض النقص في تمثيل الاردنيين من اصل فلسطيني في مجلس النواب من خلال زيادة مشاركتهم في »الاعيان«.
الملاحظة العامة والمهمة على مشهد المجالس الثلاثة »الحكومة والنواب والاعيان« هو تراجع نفوذ القوى المعارضة لبرنامج الاصلاحات بنسخته الرسمية وحضور اكبر لقوى »اللبرله« بطبعاتها المتباينة وهي في كل الاحوال مستعدة للتجاوب مع التسويات المحتملة في اطار الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية ومستعدة ايضا لاتخاذ »القرارات الصعبة« مع الحكومة خاصة في الميدان الاقتصادي من دون الالتفات للنتائج الكارثية لتلك السياسات. اما في الموقف من قضية الديمقراطية فقد ثبت ان معظم المحسوبين على تيار »اللبرلة« في المواقع الرسمية هم منافقون استخدموا شعار الاصلاح السياسي لاجندات خاصة همها الاول السيطرة على مفاصل صناعة القرار واعادة تشكيل الدولة وفق رؤيتهم ومصالحهم.
عادة الاردنيين ان يتفاءلوا مع كل حكومة جديدة او مجلس نواب واعيان جديدين رغم شعورهم الداخلي بان الامور لن تختلف كثيرا. هذه المرء يجد المرء صعوبة في التفاؤل لا بل يشعر بالقلق من البداية.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span