المساعدات والاصلاح الشامل

المساعدات والاصلاح الشامل
الرابط المختصر

تؤكد السنوات والعقود الماضية ان الاردن اعتمد على المنح والمساعدات من الاشقاء والاصدقاء في مواجهة الملمات من نقص الاموال وشح الموارد، وهذه المنح والمساعدات لها ما يبررها ويدعمها، في مقدمتها الدور الاردني اقليميا ودوليا، ونجاح القيادة الهاشمية في تقديم صورة الاردن كدولة مستقرة ومنفتحة على العالم، وواحة لمن يستجير بظلالها من الاشقاء، ودور قوي مدافع عن السلم والامن الاقليمي والدولي، وفتح باب الحوار امام جميع المواطنين منذ تأسيس الدولة، وجسدت التجربة الاردنية في الحكم تواصلا متينا بين مؤسسة العرش والمواطنين، وكان الملك دوما الملاذ الآمن والمرجعية للمواطنين في حل اي خلاف بين الحكومات والعامة.

وفي خضم «الربيع العربي» الذي انطلق من تونس وانتشر كالنار في الهشيم اطاحت شعوب عربية برؤساء واخرى دخلت في حروب اهلية مدعومة بالغرب الذي نجح نسبيا في صرف الانظار عن قضايا عربية مصيرية، وحاول تصدير ازمات مالية واقتصادية هي الاقسى من الكساد العظيم في الاقتصاد الامريكي للاعوام 1929- 1933 الى دول المنطقة والعالم، وما يجري يؤشر الى مخاطر وقوع المنطقة تحت وصايات متعددة الاطراف اقليميا ودوليا، والثابت ان شعوب المنطقة العربية واقتصاداتها هي الخاسر الاكبر.

الاردن الذي يتأثر مما يحدث في المنطقة والعالم حاول الاستجابة الى الاصلاح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبرغم ما انجز وهو محل خلاف وتجاذب بين راض وغير مطمئن لما يدور من حراك شبه مستمر، فان الاردن لم يكن دولة شمولية ولا نظام حكم مستبدا، ولا مركزية الاقتصاد، فالدستور الاردني الذي اجريت عليه تعديلات مهمة كان من افضل الدساتير في المنطقة، وشهد الاردنيون حياة برلمانية مبكرة برغم طعونات البعض في نزاهتها وغير ذلك، الا ان البوصلة الاردنية واضحة الاتجاه، اذ تشير كافة المعطيات الى ان الهم الاقتصادي والمعيشي يتقدم كافة الملفات، وان الجوانب الاخرى تأتي لاحقا في دولة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة قبل اطلاق «الربيع العربي».

هناك الكثير من القضايا الخلافية والاجتهادية في المشهد الاردني بكافة حياته، ومن موقع الادراك لمسيرة الدولة الاردنية خلال الـ»91» عاما الماضية فان اسلم الطرق للافلات من الازمات وتحقيق الازهار والنماء يكمن في حل كافة هذه القضايا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بالهدوء والاستماع لبعضنا البعض دون تراشق وتبادل اللوم والاساءة لبعضنا البعض بغض النظر عن الموقع، فالعالم يراقبنا القريب والبعيد الصديق والعدو والطامع، وكلما قدمنا النموذج الاردني بصورة مشرقة وبروح المسؤولية نكون قد خدمنا انفسنا وحصنا بيتنا وساهمنا في بلوغ البناء المرغوب.

وان تقديس العمل والانتاجية بقدر ما نرفع صوتنا عاليا للاصلاح هو اقصر الطرق الى تمتين الاردن امام المتغيرات هذا اقصر الطرق الى النجاح.

الدستور

أضف تعليقك