الله يستر!

الله يستر!
الرابط المختصر

p dir=RTLأشعل محتجون غاضبون النيران في كشك للشرطة في مؤتة بالكرك، بعد تبادل لإطلاق النار على بوابة الجامعة، وأحداث شغب على الخلفية نفسها./p
p dir=RTLوإلى ليلة أول من أمس، كانت الأجواء متوترة في البلدة، بعد أن أصيب شرطي بعيار ناري في ساقه./p
p dir=RTLفي الوقت نفسه، أدّت أحداث شغب في مادبا، ومواجهات بين الأمن والمواطنين، إلى إحراق كشك شرطة، بعد جريمة قتل راح ضحيتها سائق تاكسي، ما تزال الإشاعات تتضارب بشأن الخلفية الحقيقية لأسبابها!/p
p dir=RTLيأتي هذا بعد أيام من أحداث شغب مماثلة في مدينة الشوبك على خلفية اتهام بعض رجال الأمن بالتلفظ بصورة غير لائقة مع أهالي المنطقة، وأحداث مشابهة في مناطق مختلفة./p
p dir=RTLأحداث الشغب لم تقتصر على ذلك، إذ شهدت الأسابيع القليلة الماضية، مع بدء شهر الصيف، اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة واسعة النطاق، بخاصة في مناطق الشمال والوسط، على خلفية انقطاع المياه عن السكان لأسابيع عديدة./p
p dir=RTLفأول من أمس، أغلق محتجون شارعاً رئيساً في إربد لساعات، وقبلها أغلق سكان القويسمة شارعاً رئيساً بالإطارات المشتعلة، ووقعت أحداث شغب في مناطق مختلفة./p
p dir=RTLكل هذا يتزامن مع المسيرات الليلية التي بدأت تجتاح المدن والمحافظات، ويتسع نطاقها وترتفع سقوفها، على خلفية رفع الأسعار والغضب من تعثر مشروع الإصلاح السياسي، وعودة المنظور الأمني ليحكم التعامل مع الاحتجاجات السياسية-الشعبية./p
p dir=RTLالله يستر!/p
p dir=RTLهذه الأجواء، وما نزال في بداية الصيف، تنذر بالفعل بأسابيع ساخنة جداً، وبارتفاع منسوب التوتر والإحباط والقلق./p
p dir=RTLوربما تكون الروافد التي تقف وراء هذا المناخ متعددة، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً؛ لكن يمكن أن نختزل كل ذلك بكلمة بسيطة واضحة، وهي أنّ الشارع متوتر، ويشعر بالقلق وبغموض يحيط بشأن ما تحمله الأيام القادمة، مع التضارب في رسائل الدولة في مشروع الإصلاح السياسي من جهة، والأزمة الاقتصادية الخانقة من جهة أخرى./p
p dir=RTLبالأمس، كنّا نتساءل: ماذا حدث للأردنيين؟ ونحن نتناقش في أحداث العنف الاجتماعي والجامعي وانتشار الجرائم البشعة./p
p dir=RTLأمّا اليوم، ونحن نرى انتشار الشغب واستسهال الاعتداء على الممتلكات العامة والشرطة، بل وصلت الأمور إلى تبادل إطلاق نار مع الأمن، وأصبح إغلاق الشوارع أمراً معتاداً، والهتافات الساخنة جداً عادية، فإنّ السؤال هو: ماذا حدث للدولة؟!/p
p dir=RTLأمّا من يزعم بأنّ الوضع تحت السيطرة، فهو شخص أقل ما يقال عنه إنّه أحمق وجاهل!/p
p dir=RTLلماذا يتحول غضب الناس من جريمة قتل أو مشاجرة جامعية أو انقطاع المياه إلى عنف ضد الدولة؟!/p
p dir=RTLسؤال يحتاج إلى تفكير معمّق، وقراءة تتجاوز أصحاب الرؤوس الحامية الذين يعتقدون أنّ المسألة تقتصر على التلويح بالعصا وبـالعين الحمراء؛ نحن بحاجة اليوم إلى عقول حكيمة موزونة، تعيد توصيف الأزمة الوطنية بأبعادها المختلفة وأسبابها وتداعياتها، وتحدد مسار التصحيح والإصلاح./p
p dir=RTLالقصة، باختصار، ليست فقراً وتهميشاً وضغوطاً يومية، ولا انقطاعاً في المياه فحسب، بل الصورة الكلية للمشهد العام تقول لنا بأنّ صورة الدولة انهارت لدى المواطنين، وعلاقتها مع المجتمع ملتبسة، ورسالتها غامضة، لا أحد يعرف أجندتها وأين تقف! ممّا جعلها ضعيفة مهزوزة، ليس في أعين المواطنين فحسب، بل حتى لدى أبنائها؛ الدولة تفتقد اليوم الرسالة والنخبة والقيادة والسلطة الأخلاقية!/p
p dir=RTLأشعر بالفعل بتعاطف شديد مع رجال الأمن، رغم بعض الأخطاء، إذ إنّهم يحملون وزر أزمة وطنية مركّبة وعميقة، كان الله في العون/p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;الغد/span/p

أضف تعليقك