الكيماوي السوري عند الحدود الأردنية
اثار تحريك الجيش السوري لمخزونه من السلاح الكيماوي ذعراً عالمياً،وتوالت التحذيرات لنظام الاسد،حول ان التدخل سيكون حاسماً ضد النظام في حال تم استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري.
في كل الحالات العالم بات بحاجة الى ذريعة استعمال السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري من اجل التدخل،وقد يكون في هذه الهبة الدولية المفاجئة،ترتيب ما،وهناك تصوران حول استدراج دولي مسبق لنظام الاسد تحت تهمة السلاح الكيماوي.
الاول يقول ان العالم قد يوظف فصائل سورية متمردة او قوات معارضة ويسلمها سلاحاً كيماوياً لاستعماله بشكل محدود في اي منطقة لاتهام النظام بذلك،ولتتوالى ردود الفعل الميدانية بعد ذلك،لاجراء عملية جراحية لاستئصال رأس النظام.
السبب في هذا الاعتقاد ان النظام السوري لن يستفيد عمليا من استعمال السلاح الكيماوي،لان السلاح الكيماوي لن ينتقي اعضاء الجيش الحر،وسيؤدي الى قتل الالاف بشكل عشوائي،وهذا امر لايفيد النظام السوري الا بأتجاه تكريسه كنظام قاتل واعدامه لاحقا،ولهذا قد يخطط لافتعال حادثة معينة.
الثاني يقول ان اي طائرة عسكرية من خارج سورية قد تقوم بقصف اي مستودع للسلاح الكيماوي،خصوصا،اذا ثبت الكلام عن ان نقل هذه المواد يتم الى مناطق مأهولة،ولحظتها سيصير اتهام النظام السوري سهلا بكونه هو من فجر تلك المنطقة.
هذان التصوران يأتيان وفقا لنظرية المؤامرة،ويضافان الى احتمال اصابة النظام فعلياً بهستيريا واستعماله لهذا السلاح في أي لحظة على الرغم من ضعف هذا الاحتمال،لأنه احتمال انتحاري بكل مافي الكلمة من معنى.
المخاوف حول الاردن تأتي من زاويتين،الأولى حدوث تفجير كيماوي ما في المناطق القريبة من الاردن مثل درعا، والرياح وقرب المسافة سيتوليان نقل اثار السلاح المدمرة الى مناطق اردنية بما قد يؤذي الاف البشر،بالاضافة الى ان الخوف الثاني يتأتى من احتمال اشتباك الاردن مع السوريين عبرالتدخل الدولي لنزع السلاح الكيماوي بما قد يؤدي الى اضرارعلى القوى المتدخلة ميدانيا.
في اغلب الحالات فإن عقيدة الانتحار لدى النظام السوري،قابلة لتحميلها كل المخططات الاخرى التي قد يتم استدراج دمشق الرسمية اليها،وهذا يقول في كل النتائج ان الملف السوري بات في اصعب مراحله.
محللون يعتقدون ان النظام السوري قد يكون حرّك هذا المخزون وقام بنقله الى جهات اخرى من باب التهديد المبطن للمجتمع الدولي.
الذعرالمخفي في عواصم العالم لايتعلق فعليا بالشعب السوري واحتمال ايذائه بهذا السلاح،لان الشعب السوري يتم ذبحه يوميا والعالم ساكت،وهذا السر يتعلق باحتمال وقوع السلاح بأيدي جماعات اسلامية تستخدمه لاحقا ضد اسرائيل.
يبقى السؤال:ماذا لو قامت دمشق الرسمية بتسليم السلاح طواعية الى بعض الجماعات الاسلامية من باب الانتقام،وسهلت لها الوصول الى مناطق حدودية مثل الجولان المحتل؟
قصة السلاح الكيماوي معقدة جدا في كل تأويلاتها،فيما كل التأويلات تقول ان الملف السوري بات في ساعات الفصل والحسم.
الدستور