الكلفة السيئة لتدخل الأردن ميدانياً ضد الأسد

الكلفة السيئة لتدخل الأردن ميدانياً ضد الأسد
الرابط المختصر

تتسرب روايات ضعيفة واحياناً اشاعات عن تدخل اردني مرتقب في الملف السوري تارة باستقبال مقاتلين ومجاهدين وتسهيل مرورهم الى سوريا وتارة عبر نصب بطاريات باتريوت قرب الحدود وتارة عبر تهريب الاسلحة الى درعا ومناطق اخرى.

الاردن الرسمي ينفي كل هذه الروايات العربية والاجنبية غير انها تواصل التدفق بشكل غريب في الايام القليلة الماضية.

ليس من مصلحة الاردن تحت اي اعتبار التدخل في الشأن السوري ميدانياً، واذا كان مقبولا ان ُيعّبر اردنيون وسوريون سلمياً عن موقفهم المعادي لنظام الاسد في فعاليات هنا، فإن التدخل الميداني امر خطير جداً لايمكن القبول به.

بيننا وبين السوريين أسبقيات قديمة، ارسل فيها السوريون سيارات مفخخة، وخلايا استخبارات، وجرت قصص كثيرة، وليس من مصلحتنا اليوم ان يفهم السوريون بأي شكل اننا قررنا الانضمام لحملة اسقاط الاسد ميدانياً، لان ردود الفعل لن تكون محدودة.

ما الذي سيمنع نظام الاسد من ارسال سيارة مفخخة وتفجيرها في عمان او معان او اربد عند مرور الحراك يوم الجمعة لاغراق البلد في فوضى دموية ونقل الازمة من هناك الى هنا؟؟ هذا ابسط سيناريو، وقد تأتينا سيارات وسيارات.

هناك من يقترب من مراكز القرار في الاردن وُيحذرّها بقوله ان الخوف كبيرمن سقوط الاسد، وعدم انتصار الثورة، وهذه المعادلة جديدة جداً وباتت قيد الدراسة، وسيكون لها ارتدادات كبيرة على الاردن عبر موجات اللجوء وتصدير الفوضى الى البلد.

سيسقط الاسد ولن تنتصر الثورةاخطر سيناريو يتم التحسب له اليوم، لان الاردن سيجد نفسه لحظتها امام بؤرة كبيرة من الفلتان والفوضى ستصل آثارها الى هنا مهما اعتقدنا ان ذلك سيكون مستحيلا.

المعسكرالسوري له امتداد يمر عبر العراق وايران وافغانستان ولبنان وفلسطين وفي اغلب دول الخليج العربي اتكاء على العنصر المذهبي ومن السذاجة ان يعتقد بعضنا ان ابداء مداخلة ميدانية في هذا الملف امر لن يختلف عن النموذج الليبي.

في النموذج الليبي كانت هناك مداخلات اردنية ميدانية بغطاء عربي ودولي وليبيا بعيدة فيما سوريا على بعد كيلومترات ولا احد يعرف الى اين ستذهب الامور في سوريا؟!.

هل سيسقط النظام؟ وماذا سيحدث اذا لم يسقط؟ وماتداعيات ذلك على علاقات الاردن ببقية حلقات المعسكر؟ وماهي المخاوف من احتمال ان يبدي السوريون مداخلات عنيفة او دموية في الساحة المحلية لبعثرة الاوراق مع تأزم الوضع في سورية؟!.

اذا سقط النظام هل هناك ضمانة بأنتصار الثورة؟ ام ان سورية كلها ستذهب الى الحرب الاهلية والتقسيم؟ وماهي فواتير الداخل الاردني في مختلف السيناريوهات لان حسابات الكلف بحاجة الى اذكياء؟!.

الاردن يسير على حبل مشدود في قصة الملف السوري لانه لايستطيع ان يدير ظهره كاملا للنظام السوري حالياً ولهذا لم يسحب سفيره ولم يغلق سفارته حتى لو امطرتنا مرجعياتنا الدينية بأراء مفاجئة تستذكر حرمة الدم السوري والعنف الطائفي.

في ذات الوقت يتحسب الاردن من سقوط الرئيس وبقاء النظام ذاته وهو سيناريو ضعيف مطروح على مستوى معين ومحدود.

في المحصلة لانريد ان نتدخل ميدانياً ضد النظام السوري عبر اي نشاطات لان كل السيناريوهات تتحدث لك عن كلفة معينة وقد لايكون الاردن قادراً على دفع الكلف مهما بلغت اغراءات عواصم معينة لدفعنا للتدخل مقابل هذا الاغراء او ذاك.

كل مايمكن ان نتدخل به هو مناصرة السوريين والتخفيف عن اهلنا اللاجئين منهم فيما المداخلات الميدانية محفوفة بالخطر وتضعنا في مرمى النيران صديقة كانت ام عدوة في توقيت نحن في غنى فيه عن اية اخطار محتملة.

المداخلات الميدانية التي تأتي ضد النظام السوري من لبنان او العراق مثلا لها الف اب مبني للمجهول يمكن اتهامه لان هاتين ساحتين غارقتين في الفوضى وتعّدد الاباء والاتجاهات بما ينجي الانظمة الرسمية في بيروت وبغداد من كلفة التواطؤ.

اي مداخلة ستأتي من الاردن لها اب واحد لان هذه دولة مستقرة وعلينا ألا نحرق ايدينا في هكذا ملف.

الدستور