القدس في حضرة الملك

القدس في حضرة الملك

تعتبر القدس ومقدساتها أحد الاهتمامات الخاصة للهاشميين بشكل عام ولجلالة الملك بشكل الخاص. لا شك أن موضوع الرعاية الهاشمية وما تحمله هذه العبارة من مسؤولية تاريخية ودينية لا يمكن تقليلها او المرور مر الكرام عليها.

 

يوم الخميس الماضي تشرفت مع مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية بلقاء مطول مع الملك ناقش العديد من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخليا وإقليميا ودوليا.

 

وفي مجمل الحوار الصريح مع رأس القمة الأردنية كان من الواضح ارتياح جلالته للتناغم الحاصل حالياً في القدس الشريف حيث ولأول مرة منذ فترة طويلة يشعر المقدسيين أنهم لم يعودوا ايتام سياسيين. ولقد شكل مجلس الأوقاف الجديد والموسع والذي تضمن شخصيات مناضلة دينية وسياسية واكاديمية وإعلامية واقتصادية شملت غالبية القطاعات المقدسية ووفرت مرجعية لا يمكن تجاهلها.

 

قد يكون الاحتفال باليوم المرأة العالمي وفي لفتة للمرابطات اللواتي يتحملن جزء كبير من منظومة الصمود والتصدي المقدسية فرصة لكي يتم إضافة امرأة او امرأتين لمجلس الأوقاف وهو امر يرحب به الملك ولا شك لدي انه في اول فرصة وعند تحديد النساء المناسبات سيتم غلق الحلقة المفرغة لكي يصبح مجلس اوقاف القدس فعلا ممثلا لكافة أطياف المدينة المقدسة.

 

وفي هذا المجال لا بد من الإيضاح ضرورة تطبيق مقولة الملك المكررة بأهمية توفير التسهيلات اللازمة دعما لصمود أهلنا في القدس وعلى عدة مستويات داخلية وخارجية. ففي الوقت الذي يعمل به الطرف الاخر على مدار الساعة وبدون أي تردد بدفع كل ما يتطلب من المال لتهويد القدس تعاني القدس وأهلها من تشرذم وتردد في الاتفاق على استراتيجية صمود لدعم المهمشين والضعفاء والذين قد يستغلها الطرف الآخر لمحاولة اغرائهم او تخويفهم. فالصمود ليس كلام أدبي بل يتطلب نشاطات متكاملة ومنسقة خدمة للمصلحة العام في القدس.

 

كما ومن الممكن للحكومة الأردنية أن تسهل كثيرا على المقدسيين الراغبين في السفر للأردن ومن خلال الأردن للعالم علما ان المقدسيون يمكنهم السفر عبر مطار اللد الإسرائيلي. فمثلا لا تسمح السلطات الأردنية للمقدسي السفر للأردن من خلال جسر الشيخ حسين بدون او مع سيارته في حين يسمح للمواطنين مناطق ال 48 السفر من خلال المعبر القريب من بيسان بسياراتهم. كما ولايزال تكاليف التصاريح للمقدسيين المسافرين عبر جسر الملك حسين والتي تدفع للطرف الإسرائيلي باهضه جدا في حين يمكن للأردن الاكتفاء بالهويات أو وثيقة السفر (لاسيه بأسية) ومدتها خمس سنوات بدل من التصريح ومدته ثلاث سنوات الذي يجب شرائه كل مرة بتكلفة مكررة تساوي 45 دينار لكل فرد وكل مرة.

 

لا شك ان موضوع القدس شديد التعقيد ويتطلب جهد مضاعف واهتمام بتفاصيل دقيقة تكون لها دلالات كبيرة وهو امرا يتقنه فريق الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقد شكلت شجاعة مجلس الأوقاف في قيادة العمل لكسر المنع الإسرائيلي في الوصول الى باب الرحمة اول امتحان للمجلس الجديد والذي نجح في توحيد المقدسيين من خلفه وانهاء حالة المنع الإسرائيلي للوصول الى مصلى باب الرحمة والذي استمرت 16 عام.

 

أضف تعليقك