الفيصلي والوحدات .. ماذا بعد؟

الفيصلي والوحدات .. ماذا بعد؟
الرابط المختصر

الحق على المتعهد الذي بنى الشبك في ملعب القويسمة. لو كان متينا لما انهار وتسبب في كل هذه الإصابات. يمكن للأمانة إعادة بناء شبك صلب ومتين ومرن. يتحمل التدافع وفي حال حصوله يكون لينا على الأجساد المتدافعة. ومن الممكن أيضا أن يكون فيه فتحات لتنفيس الضغط البشري للمتدافعين.

لا، الحق على الصهيونية التي تريد استكمال مشروعها في الأردن، وتحويله إلى وطن بديل. أما سمعتم بالمؤتمر الذي انعقد في دولة العدو تحت شعار " الأردن هو فلسطين"؟ لا، الحق على الأميركان وفي برقيات ويكيليكس ما يكشف عن نواياهم الخبيثة.

يمكن الهروب من المسؤولية وإلقاء اللائمة على أسباب متوهمة أو أسباب خارجية حقيقية. لكن المجتمعات الطبيعية، كما الأفراد، تلك التي تمتلك جرأة التدقيق في أوضاعها وتشخيص العلل وتحمل مرارة الدواء. لا نفي للمؤامرة الخارجية، وإسرائيل في تاريخها الدموي قتلت يهودا من أجل تمرير برامجها السياسية، وقتلت أميركيين وتجسست عليهم، فهل الأردن بمنأى عن مؤامرتهم. بالقطع لا. ولكن إعفاء الذات من المسؤولية هو تسهيل لمهمة العدو، وتواطؤ معها.

توجد شقوق في الجدار ينفذ منها العدو الداخلي والخارجي. وكلها يمكن أن تسد من خلال إصلاح سياسي جدي. فالوحدة الوطنية كانت أصلب ما يكون في سنوات الازدهار السياسي، وأكثر ما تضررت في سنوات الركود السياسي إن لم نقل الانحطاط.

ليست كرة قدم، توجد احتقانات سياسية ومكبوت اجتماعي وثقافي يعبر عنه في مدرجات الكرة. لا تفصل أزمة الكرة عن الانتخابات الأخيرة ولا التي قبلها.علينا أن نتذكر كيف كان الشارع متماسكا والوحدة الوطنية صلبة في ذروة الغضب الشعبي أثناء حرب الخليج الثانية، وتكرر ذلك في محطات كثيرة ليس آخرها حرب غزة. في المخيم كان ثمة، وما يزال، قيادات سياسية من الاتجاهات المختلفة، حقيقية تتمتع بالاحترام والمصداقية. همشت وحوربت، وأخلي الميدان لمن كوّنوا ثروات مصادرها مشبوهة، طبعا ذلك لا يقلل من خطأ قوات الدرك الذي وثقته الكاميرات، وهي أخطاء لا تخص لعبة كرة قدم، أنا شخصيا لم أعرف إلى اليوم نتائج التحقيق في الاعتداء الذي تعرضت له. مع أني سامحت بحقي الشخصي قبل ظهور النتائج. وتكررت الأخطاء في غير موقع وليس آخرها ما شهدته الانتخابات النيابية في السلط وبشرى وسال..يوجد إفراط في استخدام القوة، واستخدام لها في غير مكانها.

نحتاج إلى مراجعة جذرية وجدية قبل أن تكشف مباراة قادمة حجم الخراب في المجتمع. تماما كما تكشف المنخفضات الجوية غش المتعهدين في الطرق. علينا أن نسأل السؤال البسيط من نحن؟ هل توجد هويتان في دولة ؟ أم أكثر من هوية؟ لا توجد لدى الأكثرية هوية وطنية جامعة. توجد، كما بدا في الانتخابات النيابية، هويات فرعية لا حصر لها، تتقدم على الهوية الوطنية الجامعة. المواطنة أساس الهوية الوطنية، ولا أوطان بلا مواطنين.

الغد

أضف تعليقك