الفلسطينيون في صحراء الأردن

الفلسطينيون في صحراء الأردن
الرابط المختصر

مخيم الأزرق الذي أقيم في صحراء الأردن الشرقية من أجل اللاجئين السوريين والذي لم يستقبل أي لاجئ سوري حتى الآن، أثار عاصفة من الشائعات في البلد، ورغم النفي المتواصل لتلك الشائعات إلا أن الكلام ما زال مستمراً.

الشائعة السائدة تقول ان هذا المخيم سيكون مخصصاً للاجئين الفلسطينيين في سورية، وان عدم افتتاحه حتى الآن يعود لترتيبات معينة تخص نقل اللاجئين الفلسطينيين الى هذا المخيم.

تستند الشائعة الى روايات قديمة كانت متداولة قبل أكثر من عشرين عاماً، تتحدث عن مخططات لمنطقة الازرق، تتضمن استقبال اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان واسكانهم في هذه المنطقة تحديداً، عبر اقامة مخيمات تتسع لعددهم الإجمالي الذي يبلغ مليون شخص في بعض التقديرات، وينخفض الى ثمانمائة الف في تقديرات اخرى في البلدين.

زاد من حدة الشائعات الكلام الذي انساب عن عرض دولي للاردن بسداد كل مديونيته مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان على أراضيهما، والكلام غير منطقي، لأن اسرائيل تتمنى تشتيت الفلسطينيين في اكبر عدد من دول العالم، لا تجميعهم في موقع واحد، وهذا أمر مؤكد، وتل ابيب ولحساباتها الاستراتيجية الامنية لا تقبل التجميع أبداً.

لا أعتقد أن الشائعة لها اصل معلوماتي، لأن الأردن يتشدد في وجه اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين القادمين من سورية، لاعتبارات عدة، فالفلسطيني لا يتم السماح له بالدخول تحت وطأة الخوف من اختلالات الديموغرافيا، والعراقي لا يتم الترحيب به أيضا، لإمكانية عودته الى ذات العراق، كما ان السلطات باتت متشددة حتى في وجه الاشقاء السوريين لاعتبارات مختلفة.

مخيم الأزرق مختلف عن بقية مخيمات اللاجئين السوريين، والبنى التحتية فيه تعد الأفضل على مستوى مخيمات اللاجئين في العالم، ويتسع المخيم الذي أقيم  حصريا بأموال إماراتية وتديره لجنة مفوضة من الجانب الإماراتي لما يزيد على مائة وعشرين الف لاجئ.

تتم تنقية المياه وضخ الكهرباء بصورة نظامية في المخيم وتم تركيب أنظمة تدفئة ووضع طاولات بلياردو ونظام صرف صحي حديث جدا، وعيادات طبية وساحات للعب الأطفال ومدارس ومسجد في نطاق هذا المخيم العصري وسط الصحراء، والإنارة متميزة جدا وتوجد أرصفة وبرك سباحة وشبكة مجاري وكرافانات مريحة للإقامة ومياه مبردة وساخنة في فصلي الصيف والشتاء .

في كل الحالات، لاصحة لقصة ترحيل الفلسطينيين من سورية ولبنان، الى صحراء الأردن الشرقية، وهذا أمر لا تقبل به عمان الرسمية، كما ان البنى التحتية لاتحتمله، فوق القضايا الأخرى التي تقف في وجهه، والتي من أبرزها، رفض اسرائيل عبر نفوذها الدولي أن تتم احاطتها على اطول حدود لها، بتجمع يتضخم، يوماً بعد يوم للفلسطينيين اللاجئين.

هذا يعني أن كل القصة شائعة، وقد نرى فلسطينيي سورية ولبنان، في البرازيل وتشيلي قبل ان نراهم هنا، فيما عاصفة الشائعات تهب على المخيم الصحراوي قبل ان يسكنه احد.

الدستور