الفرق بيننا وبينَهُم...

الفرق بيننا وبينَهُم...

الفرق بيننا وبينهم أنهم في الغرب الكافر يوصلون الليل بالنهار ويُنفِقون المليارات على الدراسات والأبحاث والتجارب لإكتشاف الأمصال واختراع الأدوية واللقاحات لمقاومة الأمراض وعلاجها وتخفيف الألم والمعاناة عن البشر...

 

بينما نحن – خير أُمَّةٍ – متخصصون فقط في تفسير أي مرض أو وباء على مزاجنا بأنهُ إما انتقام إلهي وعقاب مِن الرَّب إذا أصاب "الكُفَّار"، أو ابتلاء وامتحان مِن الرَّب إذا أصابنا نحن الفرقة الناجية...

 

ولكننا عندما تفشل وصفات الحُجامة الشرعية وشرب بول الإبل لعلاجنا، نهرع إلى علوم ومستشفيات وأطباء الغرب العلماني الكافر، ونتخذ منهم أولياء من دون المسلمين، لا بل وممرضات وأطباء تخدير أيضاً، وننسى قتالهم حيث وجدناهم، ونؤجِّل ضرب رقابهم وتخييرهم بين الجزية أو الحرب...

 

 

هُم يخترعون الشيء ونحن نؤسلمه قسراً...

هُم يخترعون السيارة ونحن نخترع دعاء ركوب السيارة...

هُم يخترعون الطائرة، ونحن نخترع دعاء ركوب الطائرة...

هُم يخترعون الهاتف، ونحن نرفض كلمة "ألو" ونستبدلها بـ"السلام عليكم"...

هُم يتعبون ويبحثون ويجربون ويدرسون ويخترعون، ونحن نجلس على مؤخراتنا وندعي أن كل اختراعاتهم موجودة في أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن، ولكنا لم نكتشفها ونفهم معنى النص الذي لوينا عنقه ليلائم العلم إلا بعد أن جاء لنا بها الغرب الكافر...

هذا هو حال الإخونجي الوهابي اليوم...

 

 

يستيقظ على منبه اخترعه وصنعه الغرب الكافر، ويشعل الأضواء التي اخترعها وصنعها الغرب الكافر، ويركب سيارة اخترعها وصنعها الغرب الكافر، ويستعمل هاتفاً ذكياً اخترعه وصنعه الغرب الكافر، ويشعل التكييف الذي اخترعه وصنعه الغرب الكافر، ثم يزعق من على المنابر بمايكروفونات ومكبرات للصوت اخترعها وصنعها الغرب الكافر، وبعدها يسافر بطائرة اخترعها وصنعها الغرب الكافر، ويصعد مصعداً اخترعه وصنعه الغرب الكافر، ويتطبب بأدوية اخترعها وصنعها الغرب الكافر، ويصور برامجاً بكاميرات اخترعها وصنعها الغرب الكافر، لا بل يقتلك ويذبحك ويفجرك بأسلحة اخترعها وصنعها الغرب الكافر...

 

ثم بعد ذلك كله، يحف شواربه ويطلق لحيته ويلبس ثوباً قصيراً ولا ينظف أسنانه إلا بالمسواك، لأن الأخ مسلم ولا يتشبه بالكفار!!

 

هذه هي كبرى المصائب؛ أن يختلط الجهل والفشل والخيبة بالفوقية والعنصرية وكره الآخر في ذات الوقت...

لا تريد أن تتشبه بالكفار؟

لا يا شيخ، وكأن أحداً في هذا الكوكب يتشرف بأن يشبهك أصلاً...

أضف تعليقك