العقبة:هل من نهاية لمسلسل الصواريخ؟!
الهجومان الاخيران متشابهان في الاسلوب والتوقيت والهدف وربما المصدر .
بعد صاروخ نيسان الماضي ساد الاعتقاد أن الحادث معزول, وأن العقبة ليست المستهدفة بل ايلات.
هذه الفرضية لم يعد مسلم بها بعد صاروخ الامس الذي انفجر وسط المنطقة السياحية وخلف شهيدا وعدة جرحى من المواطنين.
الحادثان يتشابهان في الاسلوب والتوقيت والهدف وربما مصدر الاطلاق, ففي الهجومين استخدمت صواريخ "غراد" المطورة, واختار المنفذون ساعات الصباح الاولى لاطلاقها, ومثلما وقعت الدفعة الاولى في العقبة وايلات ومياه البحر سقطت صواريخ الدفعة الثانية في المواقع الثلاثة ايضا.
لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الحادثة الاولى ولغاية الآن لم يتبن اي طرف المسؤولية عن الهجوم الثاني.
خبراء التنظيمات المسلحة رجحوا في المرة الاولى ان تكون خلايا مسلحة في منطقة سيناء على ارتباط مع تنظيم القاعدة تقف خلف الهجوم الصاروخي.
امس سارعت اسرائيل الى ان سيناء هي مصدر الصواريخ, القاهرة نفت الرواية الاسرائيلية اما بالنسبة للأردن فالمؤكد ان الصواريخ لم تنطلق من اراضيه كما صرح اكثر من مسؤول.
بعد حادثة نيسان شكلت الأطراف الثلاثة الاردن ومصر واسرائيل لجنة تحقيق امنية للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد مصدر الصواريخ لكن وحسب تصريحات اسرائيلية فإن ملف التحقيق اغلق من دون التوصل الى نتائج.
هذه المرة ينبغي على الجانب الاردني ان لا يقبل بأقل من الوصول الى نتائج قطعية وحاسمة تضع حداً لمسلسل الصواريخ, لأن القبول بغير ذلك يعني الجلوس وانتظار دفعة ثالثة من الصواريخ والمزيد من الضحايا والخسائر المادية. تخيلوا لو ان صاروخ الامس وقع في الميناء او على فندق او اي مرفق حيوي آخر ماذا كان سيحصل?! .
بالنسبة للاردن; العقبة هي اهم مقصد سياحي واهم منطقة اقتصادية, واستهدافها المستمر بالصواريخ سيفقدها عنصر المنافسة السياحية والاقتصادية.
لسنا معنيين بأمن ايلات وتل ابيب ولا يجدر بنا ان ندخل في تحقيق مشترك مع اسرائيل. علينا ان نضع على الطاولة كل الفرضيات والاحتمالات بما فيها الفرضية التي تؤشر باصابع الاتهام نحو اسرائيل, الى جانب فرضية سيناء المرجحة. المهم ان نصل الى مصدر اطلاق الصواريخ لنضع حدا لها حماية لأمننا ومصالحنا فقط.
ولهذه الغاية ينبغي الحديث مع الجانب المصري بصراحة ووضوح واستقصاء المشهد الأمني في سيناء وعدم الركون الى التصريحات الصحافية المتسرعة التي اعتاد عليها المسؤولون المصريون في الحوادث المشابهة.
لقد تعرضت العقبة الى حادثين في غضون مئة يوم وثلاثة حوادث في السنوات الخمس الاخيرة. الحادث الاخير كان الاخطر وينبغي ان يكون الأخير.