العالم افضل بعد (ويكيليكس)
البرقيات تكشف الصفحات السوداء لعقد 11 ايلول .
العالم بعد "ويكيليكس" افضل مما كان عليه قبل ذلك. فللمرة الاولى يكون العالم السري للحكومات والمسؤولين والدبلوماسيين والشركات العملاقة مكشوفاً الى هذا الحد.
وللمرة الاولى يكون هذا القدر الهائل من المعلومات متاحا لعامة البشر.
وللمرة الاولى تقف الدبلوماسية الامريكية عارية ومحرجة من سياساتها, ومثلها دبلوماسية الحلفاء والاصدقاء وحول العالم.
اعتبر المؤرخون احداث 11 ايلول لحظة فارقة تؤرخ لما قبلها وما بعدها. وما بعدها كان عقدا اسود من الحروب والويلات تَحّول العالم فيه الى خلية امنية تدار من واشنطن. وفي سنواته العجاف انتهكت السياسة الامريكية كل المحرمات واغتصبت سيادة الدول واستولت على أجهزتها, وتلصصت على الشعوب والافراد. واصبحت الحرب على الارهاب تجارة رائجة تدر ذهباً على المنخرطين فيها وويلات على الشعوب. "ويكيليكس" تكتب التاريخ الحقيقي للعقد المنصرم.
قيمة "ويكيليكس" الجوهرية انها وضعت حداً لهذا "التأريخ" وكشفت برقياته وصفحاته السود, وفضحت اكاذيب الحكام وزيف ادعاءاتهم المعلنة. ففي البرقيات بدا كل نظام في العالم على حقيقته, كما تبدى الوجه القبيح للسياسة الامريكية.
باستثناء الرئىس البرازيلي داسيلفا والفنزويلي هوغو شافيز لم يتجرأ احد من الحكام على ادانة اعتقال بريطانيا لمؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج. الرئىس الروسي فلاديمير بوتين ادان الاعتقال, لكن من موقع المماحكة مع واشنطن التي وصفت برقياتها بلاده بانها دولة غير ديمقراطية, وتساءل بوتين في تصريح صحافي لماذا وضع السيد أسانج في السجن? هل هذه هي الديمقراطية?, واضاف كما نقول في القرية: "الطنجرة تصف المقلاة بانها سوداء".
ما عدا ذلك, صمت الجميع خاصة العرب وكلهم أمل أن يطوي اعتقال "أسانج" ملف فضائحهم, لكن املهم خاب سريعا بعدما اعلن القائمون على الموقع ان اعتقال "المؤسس" لن يؤثر على عملهم وسيواصلون نشر البرقيات.
الحقائق ستبقى تتدفق لأسابيع وربما لأشهر مقبلة بفضل "ويكيليكس" وسيتلقى الجمهور كل صباح وجبة جديدة من المعلومات الدسمة عن امور شتى في العالم.
حقا انه زمن "ويكيليكس" لم يعد الرأي العام فيه بحاجة الى تحليلات وتوقعات الكتّاب والمحللّين, يكفي ان تتصفح البرقيات المتعلقة ببلدك لتعرف ما حدث في السنوات القليلة الماضية وماذا سيحدث غداً.
العرب اليوم