الطبشورة ورجال الخنادق!

الطبشورة ورجال الخنادق!
الرابط المختصر

كل اﻻحترام لمهنة التعليم ورجالها، ومكانة هذه المهنة ليست في عدد العلاوات أو المهن بل في المكانة والرسالة التي يمثلها التعليم، وهي مكانة تتكامل مع حياة كريمة للمعلم، كما هي الحياة الكريمة حق لكل مواطن ولكل أبناء المهن المختلفة.

مطالب المعلمين فيها ما يستحق النظر لكن فيها مطالب مالية ربما يغيب عنها إدراك صعوبة الظروف العامة للدولة، كما أن فيها تعاملا وكأن الدولة ليس فيها إﻻ المعلمون، مع التقدير لدورهم، وتشعر أحياناً أن هناك إختراعاً للمطالب وخاصة ذات الطابع المالي مثل علاوة الطبشورة.

وحتى لو سلمنا للمعلم بهذه العلاوة فماذا يجب أن نعطي للرجال الكرام من أبناء المؤسسة العسكرية الذين يعيشون في الخنادق أو يقفون على الحدود بحالة تأهب منذ سنوات، وبعضهم ﻻ يعود إلى أهله إﻻ كل عدة أسابيع، وبعضهم يقضي أياما في الخنادق تحت أشعة الشمس، أو في برد الصحراء.

ومقابل علاوة الطبشورة للمعلم ماذا يمكن ان نقدم لرجال المؤسسات الأمنية الذين يقدمون لوطنهم الأمان ويطاردون الإجرام والعبث ونسمع عن إصابة لبعضهم أو استشهاد بعضهم الآخر، ويقضون الليل والنهار في عمل خطر، وحتى من نراه منهم من رجال السير يقفون الساعات تحت الشمس فهل نصرف لهم علاوة الشمس، ولبعضهم علاوة الليل وعلاوة الخندق وهم الذين يقدمون أرواحهم لبلدهم ولكل أردني.

المعلم يستحق التكريم لكن الأردن ليس فيه فقط المعلم، فهناك فئات عديدة تقدم للأردن وأهله تضحيات وخدمات، وهناك الكثير من المهن ذات الرسالة السامية التي ﻻ تقل عن رسالة التعليم.

ربما على النقابة أن تسمع ما يقوله الناس من أن كثرة المطالب المالية تترك صورة سلبية وأنانية عن النقابة، وأن المعلم الذي يعطي الدروس الخصوصية يتقاضى مبالغ مالية ليست قليلة في حصص البيوت أو المراكز الثقافية أو مجموعات الحصص الخاصة، وهو المعلم الذي يحظى بإجازات طويلة سنوياً، ولهم حق الذهاب في إعارات للخارج...

كل اﻻحترام لمهنة التعليم ورجالها لكن كثرة المطالب كل عام بل وإختراع بعضها مثل الطبشورة وغيرها ستجعل الناس تضجر من هذا السلوك للنقابة، فلستم وحدكم من لمهنته رسالة، ولستم أكثر من يقدم للدولة والناس، فالمعلم يقدم لكنه ﻻ يعاني وﻻ يتحمل ما يتحمله الجنود أو رجال المؤسسات الأمنية حملة الرسالة السامية، وليسوا أكثر تضحية من أبناء مهن عديدة.

بكل الصدق واﻻحترام للمعلم ومهنته نقول أن الناس تحترم هذه المهنة لكنهم يحبون أبناءهم أكثر، وﻻ يحبون أن يروا حقوق أطفالهم وأبنائهم وقوداً لمعركة النقابة ومن خلفها.

الرأي

أضف تعليقك