السرور والنواب .. لقاء يستبق نتائج التحقيق

السرور والنواب .. لقاء يستبق نتائج التحقيق
الرابط المختصر

الوزير تسرّع في الاستنتاجات والنواب تجاهلوا وجود اللجنة .

اذا كان جمهور نادي الوحدات هو من بدأ بإلقاء الزجاجات الفارغة من داخل "الاستاد" على جمهور الفيصلي في الخارج ورد الاخير برمي الحجارة عليهم فتدخلت قوات الدرك للفصل بينهم فحصل ما حصل من تدافع ادى لانهيار السياج ووقوع اصابات بين المشجعين وافراد الدرك. اذا كان ذلك ما حصل فعلا حسب رواية نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور للنواب امس الاول وتقرير "الدرك" فمن هم "المتورطون" في المشكلة الذين يطالب السادة النواب بمحاسبتهم ومعاقبتهم? فليس امامنا في هذه الحالة متورطون سوى المصابين من افراد قوات الدرك ومشجعي نادي الوحدات والمؤكد ان النواب لا يفكرون ابدا بمعاقبة ضحايا الانهيار!

لقاء السرور مع النواب في مثل هذا التوقيت لم يكن له ما يبرره, فبعد قرار وزير الداخلية بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة كان على الحكومة والنواب تأجيل المناقشات والتوقف عن اطلاق التصريحات لحين انتهاء اللجنة من اعمالها وصدور التقرير النهائي.

صحيح ان السرور كان يعرض تفاصيل ما جرى في الملعب من وجهة نظر "الدرك" الذي وزع على النواب تقريرا يسرد وقائع الحادثة, لكن الانطباع الذي تشكل لدى المتابعين هو ان الحكومة تستبق نتائج التحقيق وتتبنى رواية "الدرك" او انها بصدد توجيه التحقيق والتأثير على عمل اللجنة لاعتماد الرواية الرسمية وتجاهل اقوال الاطراف الاخرى.

والوزير لم يكتف بخلق هذا الانطباع, بل ذهب الى عرض ملامح مخرجات التحقيق بالاشارة الى "ما يعتقد" انها توصيات ستصدر عن اللجنة بشأن ما ينبغي علينا فعله في المستقبل لعدم تكرار تلك المشكلة.

استدرك السرور في حديثه اكثر من مرة واكد ان "لا احد فوق القانون, ولن نتهاون في محاسبة كل من يثبت تورطه في المشكلة سواء كان من المواطنين ام من قوات الدرك" لكن هذا الالتزام على اهميته صار محل شك من بعض الاوساط بعد دخول الوزير في تفاصيل الحادثة وتحديد الاطراف المسؤولة عما جرى سواء كانوا من جمهور الفيصلي ام الوحدات.

وما يجعل اللقاء غير ذي اهمية من حيث التوقيت مداخلات النواب الذين الحوا في طلب الاجتماع مع الوزير, فهي في معظمها كلام انشائي لا يقدم شيئا ولا يضيف اي قيمة, فقد وصل البعض الى اعتبار ان القضية منتهية, فيما بادر آخرون الى توزيع الاتهامات وانزال العقوبات وتوجيه رسائل الشكر والتقدير وكل ذلك قبل ان يصدر تقرير لجنة التحقيق.

حمل النواب بشدة على من حاول توظيف الحادثة لاغراض سياسية و"ركوب الموجة" واضفاء طابع اقليمي على ما جرى, هذا موقف سليم لا خلاف عليه, لكنه سهل ويمكن لاي احد ان يقوله, السؤال الصعب الذي كان الاجدر بالنواب مناقشته لماذا تتحول حادثة شغب ملاعب الى قضية سياسية تهدد بانقسام المجتمع واصطدام مكوناته?

العرب اليوم

أضف تعليقك