الرفاعي:حملة لتحسين الصورة في الجنوب

الرفاعي:حملة لتحسين الصورة في الجنوب

زار الكرك ثلاث مرات وامضى يومين في الطفيلة ومعان .

امضى رئيس الوزراء سمير الرفاعي يومين في الجنوب زار خلالهما محافظتي معان والطفيلة وقبل ذلك بفترة وجيزة زار الكرك ثلاث مرات, فعلى هامش دعوات للغداء تفقد الرفاعي في كل مرة مشاريع خدمية وتنموية والتقى وجهاء عشائريين ومسؤولين محليين.

في زيارته الى معان تخلى الرفاعي عن "البدلة" وربطة العنق وارتدى ملابس "سبور", لم يظهر فيها بنشاط رسمي من قبل, وفي زياراته للطفيلة ومن قبل محافظة اربد ظهر ايضا بلباس ميداني, ويقول مطلعون ان رئيس الوزراء استجاب لنصائح جهات استشارية ليبدو اكثر قربا للناس.

منذ الاستطلاع الاول لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ظهر ان الرفاعي يواجه مشكلة ثقة في الجنوب. وفي استطلاع المئة يوم كان تقويم المستجيبين في محافظات الجنوب لاداء حكومته متدنيا -"اقل من 50%" مقارنة مع محافظات الوسط والشمال. اما في استطلاع المئتي يوم فقد تحسن وضع الحكومة في الجنوب لكنه اقل من تقويم العينة الوطنية في الشمال والوسط.

اخذ الرفاعي نتائج الاستطلاعات هذه على محمل الجد وشرع في تنفيذ حملة مكثفة لتحسين صورة حكومته في الكرك ومعان والطفيلة تعتمد مبدأ التواصل المباشر مع المواطنين في مواقعهم والتعرف على احتياجاتهم وتذليل العقبات التي تعترض تنفيذ المشاريع. كما حرص الرفاعي على التقاط الصور مع اشخاص عاديين وبسطاء في الاسواق ومواقع العمل لتغيير الصورة النمطية في اذهان الكثيرين عن شخصية الرئيس.

وبدا الرفاعي حذراً في صرف الوعود او الاستجابة لسيل من المطالب الخدمية خوفا من الوقوع في شرك "الشعبوية" على حساب المصداقية التي تعهد الالتزام بها. لكنه وفي بعض الاحيان لم يجد بداً من الاستجابة لمطالب ملحة, ففي الطفيلة اوعز بطرح عطاء طريق الطفيلة الحسا وانجازها قبل نهاية العام وعلى حساب موازنة العام المقبل, وتوسعة المدينة الحرفية, وتنفيذ عدد من المطالب الملحة المتعلقة بالبلديات والطرق.

محافظات الجنوب كانت على الدوام الاقل ثقة بالحكومات ويعود ذلك لاعتبارات اقتصادية وسياسية عديدة, وفي السنوات الاخيرة ومع تردي الاوضاع الاقتصادية وتفاقم مشكلتي الفقر والبطالة زاد منسوب "السخط" في الجنوب.

اما بالنسبة للرفاعي فهو بلا شك يدرك ان لديه مشكلة خاصة مع الجنوب ورثها من آخر حكومة للرفاعي الاب التي استقالت على وقع هبة شعبية هناك سنة 1989 .

ولهذا السبب كان على الرفاعي ان يبذل جهداً مضاعفاً لتحسين صورته, لكن حملته في الجنوب تصطدم بمعيقات اخرى, فزياراته الى الكرك ومعان والطفيلة سبقها بقرارات استيداع لنشاط حركة المعلمين ومعظمهم من الجنوب وقد خلفت تلك القرارات مرارة في نفوس الاهالي وفي اوساط النخب السياسية والمجتمعية النافذة وتزامنت الخطوة مع قرارات بزيادة الضرائب على عدد من السلع والخدمات ويسود اعتقاد في الجنوب ان تأثيرها عليهم يفوق باقي المحافظات.

لا شك ان اوساطا مجتمعية واسعة ستقدر للرفاعي اهتمامه بتحسين الخدمات المتردية في محافظات الجنوب ومتابعة تنفيذ المشروعات التنموية, لكن ذلك ليس كافيا لاحداث تبدل جذري في شعبية الرئيس وحكومته.

الرفاعي بحاجة الى حملة غير تقليدية في الجنوب وباقي مناطق المملكة ليتواصل من خلالها مع النخب السياسية و"الحزبية والمجتمعية" المؤثرة في المجتمع ويشتبك معها في حوار جدي وصريح حول القضايا المحلية والوطنية يقدم ما عنده ويستمع لما عندهم من اراء وانتقادات.

ينبغي ان يشعر الناس في الجنوب والشمال ان الرئيس واحد منهم وليس ضيفاً قادما من عمان.

وعليه ان يحرص في الاعلام على نقل ما يقوله الناس له وليس ما يصرح به فقط كي يشعر المواطن انه جزء اساسي من عملية تشاركية وليس مجرد "كومبارس" لنجم يسعى للشعبية.

أضف تعليقك