الحكومة والمعارضة ... سباق لكسب الشارع
الرفاعي يقود وزراءه الى الميدان والاحزاب تعود الى ساحة (الحسيني) غدا.
يبدو ان الحكومة غير مستعدة للاستسلام لدعوات إقالتها, فبينما تنزل الاحزاب والنقابات وقوى المعارضة الجديدة الى الشارع لخلق حالة ضاغطة تجبر الحكومة على الرحيل, قررت حكومة الرفاعي التوجه الى الميدان ايضا بالاتصال المباشر مع المواطنين والاستماع الى مشاكلهم وحل ما يمكن حله بشكل فوري. وهي تحاول عبر هذا الاسلوب استيعاب دروس الثورة التونسية.
قبل ايام أمر رئيس الوزراء سمير الرفاعي فريقه الوزاري بالنزول الى الميدان والقيام بجولات على المحافظات للاطلاع على المشاكل القائمة وتقديم الحلول الممكنة. ثم بدأ الرفاعي جولات مماثلة فاختار واحدة من افقر مناطق المملكة "الاغوار الوسطى" لتكون البداية. وبعد عودته ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء تقرر خلاله تخصيص يوم في الشهر يقضيه مجلس الوزراء في المحافظات بشكل دوري للاطلاع على احتياجات المواطنين واتخاذ القرارات الملحة لكل محافظة.
في جولته الاولى على مناطق لواء دير علا بدا الرفاعي حريصا على الاقتراب من الفقراء والاستماع الى مطالبهم, لكنه ظل متمسكا بالبرنامج الاقتصادي لحكومته رغم المعارضة المتنامية له في الشارع فهو لم يقدم الوعود او يساوم على قناعاته من اجل الشعبية كما يردد القول دائما.
الوزراء بدأوا جولاتهم في المحافظات وبموازاة ذلك ظهر تطور نوعي في اداء التلفزيون الحكومي الذي بات يميل الى تغطية اكثر توازنا للشأن الاردني في نشرات الاخبار, واستضافة رموز من المعارضة في برامجه الحوارية. ففي نشرة الثامنة ليلة امس الاول بث التلفزيون تقريرا عن المؤتمر الصحافي لحزب جبهة العمل ثم استضاف القيادي الاسلامي سالم الفلاحات في حوار جريء مع وزير التنمية السياسية ومشاركة نائبة من الذين حجبوا الثقة عن الحكومة هي السيدة عبلة ابو علبة.
الاهداف من حالة الانفتاح المفاجئ على الشارع في الاعلام الرسمي واضحة للمراقبين; احتواء تداعيات الثورة التونسية واستعادة الشارع من المعارضة التقليدية والجديدة التي بدت وكأنها سيطرت عليه في الفترة الاخيرة.
من المبكر ان يُحكم على مدى النجاح الذي ستحققه الحكومة في الميدان, وقدرتها على استعادة شعبيتها المتدهورة بعد سلسلة الجولات التي بدأتها منذ ايام.
اما بالنسبة لقوى المعارضة بكل تلاوينها فان مسيرات يوم غد ستشكل امتحانا لقدرتها على حشد التأييد لبرنامج إسقاط الحكومة والمحافظة على الزخم الشعبي لخطتها في تنظيم المسيرات بشكل دوري لحين تحقيق اهدافها, خاصة وانها تأتي بعد يومين على تبني الحركة الاسلامية رسميا شعار إسقاط الحكومة وحل البرلمان.
نحن امام حالة فريدة في المشهد السياسي يحتكم فيها الطرفان, الحكومة والمعارضة الى الشارع.
ليس المهم من يفوز, المهم ان لا نخسر الشارع الاردني الذي استعاد حيويته من جديد.
العرب اليوم