الحكومة والاسلاميون.. لقاء من دون خسائر

الحكومة والاسلاميون.. لقاء من دون خسائر
الرابط المختصر

لا تنازلات من الطرفين واللقاءات في الايام المقبلة غير مؤكدة.

نتائج اللقاء كانت متوقعة, الحكومة اكدت اهمية المشاركة في الانتخابات وحاولت اقناع "الاخوان" بالتراجع عن المقاطعة مقابل ضمانات النزاهة واعطاء قانون الانتخاب مثار الخلاف صفة الاستعجال عند طرحه على مجلس النواب القادم . والاسلاميون تمسكوا بمطالبهم للتراجع عن المقاطعة وقدموا اقتراحات ملموسة لتعديل قانون الانتخاب كي تتسنى العودة الى مربع المشاركة, وعرضوا المقاطعة كخيار سياسي وليس "مؤامرة" لاجهاض الانتخابات كما يتصور البعض.

الطرفان لم يخسرا شيئا, مجرد اللقاء والحوار يعد بحد ذاته مكسبا للجميع, وكانت المداولات بالفعل ناضجة وتنم عن شعور عال بالمسؤولية.

الحكومة اظهرت رغبة صادقة بمشاركة الاسلاميين في الانتخابات وحاولت خلال الايام التي سبقت اللقاء خلق رأي عام ضاغط على الاسلاميين للتراجع عن قرار المقاطعة لكن الحكمة باثر رجعي لا تنفع كما يبدو, وكان يمكن للقاء ان يكون مثمرا لو جرى قبل شهر من الان.

خطأ الحكومة الرئيسي انها وفي سياق التحضير للانتخابات ركزت جهودها على الجوانب الاجرائية للعملية الانتخابية وهذا امر جيد ومطلوب لكنها في المقابل اهملت المناخ السياسي العام في البلاد الذي كان وما يزال ملبداً بمشاعر عدم الثقة ومحتقنا بسبب جملة من الظروف والتطورات في السنوات الاخيرة, وكان على الحكومة ان تضع خطة لتأهيل المجتمع للتعافي من اثار الانتخابات السابقة وما تلاها من متغيرات, وبهذا المعنى فان الحوار مع الاسلاميين والاحزاب السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع كان يجب ان يسبق اي خطوة اجرائية او يرافقها ابتداء من مرحلة اعداد قانون الانتخاب مرورا بالمحطات التالية للعملية الانتخابية.

طوال تلك الاشهر لم تشعر القوى الفاعلة في المجتمع انها شريكة في صناعة القرارات المتعلقة بالعملية الانتخابية وهذا الشعور بالعزلة هو الذي يدفع اليوم اوساطا مجتمعية من خارج الوسط السياسي التقليدي الى المجاهرة بمقاطعة الانتخابات او التهديد بها عند وقوع خلاف صغير مع الحكومة.

مقاطعة الاسلاميين كانت النتيجة الطبيعية للسلوك الحكومي.

ليس متوقعا بعد لقاء "الرئاسة" ان يتراجع الاسلاميون عن قرارهم, وليس في وارد الحكومة ان تقدم "تنازلات" لهم, ولهذا ربما لا يجد الطرفان حاجة للاجتماع مرة ثانية, خاصة وان الفرصة المتاحة للتراجع عن المقاطعة والالتحاق بركب المشاركة تكاد تتلاشى.

لكن اللقاء بالنسبة للحكومة كان مناسبة لاحتواء عدوى المقاطعة المنتشرة في المناطق كافة وترشيد حملة الاسلاميين في هذا الاتجاه.

العرب اليوم

أضف تعليقك