الحكومة والأحزاب: ضمانات لا صفقات انتخابية

الحكومة والأحزاب: ضمانات لا صفقات انتخابية
الرابط المختصر

 التفاهم مع اي طرف حول حجم مشاركته اقرار مسبق بالتزوير.

نفى رئيس الوزراء سمير الرفاعي ان يكون هناك نية لدى الحكومة لاجراء تفاهمات مع الحركة الاسلامية حول طبيعة وحجم مشاركتها في الانتخابات النيابية المقبلة وقال في رده على سؤال ل¯ »العرب اليوم« خلال لقائه اسرة الصحيفة امس الاول »ان الحكومة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين«.

هذا امر حسن فليس مطلوبا الاتفاق مع اي طرف كان على مشاركته في الانتخابات او حصته »المقررة« في البرلمان, لأن ذلك يعني ان الحكومة ستتدخل في الانتخابات وتزورها على المقاس المقرر. وقد حاول مرشحون للانتخابات الاتصال واللقاء مع مسؤولين حكوميين وامنيين كما كان يحصل في السابق لجس نبضهم والحصول على »ضوء اخضر« لضمان فوزهم, لكنهم وكما علمنا قوبلوا بالصد. ورد الرفاعي على اصحاب نظرية الضوء الاخضر بالقول »ان الحكومة في الموضوع بالتحديد مصابة بعمى الألوان«. نأمل ان تبقى الحكومة واجهزة الدولة المختلفة على موقفها هذا الى يوم الاقتراع لأن الضوء الاخضر كما درجت العادة في انتخابات سابقة يأتي متأخرا

 

لكن اذا كانت التفاهمات والصفقات الانتخابية مرفوضة, فإن التواصل والحوار مع القوى الحزبية التي تنوي خوض الانتخابات امر مطلوب. ان مشاركة احزاب مثل جبهة العمل الاسلامي والتيار الوطني والمعارضة اليسارية والقومية والجبهة الاردنية الموحدة هو الذي يمنح الانتخابات نكهة سياسية من دونها تتحول الى مجرد عملية ميكانيكية خالية من اي مضمون, كما ان مشاركتهم ترفع من سوّية الحملات الانتخابية, ومن دون حضور ممثلي هذه التيارات في الانتخابات فإن البرلمان المقبل لن يكون احسن حالا من سابقه

 

ولذلك ينبغي على الحكومة ان تحرص على مشاركة هذه القوى وتفتح معها حوارات مباشرة لتبديد شكوكها والاستماع الى ملاحظاتها وتشجيعها على المشاركة لاضفاء طابع سياسي برامجي على الانتخابات وتشرك ممثليها اذا رغبوا في لجان مراقبة الانتخابات

 

وبحكم طابعها المنظم, فالمؤكد ان لدى هذه الأحزاب اقتراحات وافكار تساهم في انجاز عملية انتخابية شفافة ونزيهة. واذا نجحت الحكومة في خلق شراكة وطنية مع القوى المنظمة فإنها بلا شك ستحمل كتفا معها في عملية الحشد للتسجيل والاقتراع. وبهذا المعنى فإن الاحزاب تستحق معاملة تفضيلية وضمانات للمشاركة

 

مسؤولية رئيس الوزراء هي في ان يشرع باجراء مثل هذه الحوارات مباشرة مع قيادات تلك الاحزاب والتيارات وهي مسألة ضرورية ومطلوبة في الظروف الطبيعية, لكنها تكتسب اهمية خاصة في موسم الانتخابات

لقد تجاهلت الحكومة الاحزاب عند اعداد قانون الانتخاب, الذي خرج بدوره خاليا من اي مضمون سياسي يساهم في تنمية الحياة الحزبية ولم يبق للأحزاب من نافذة مفتوحة غير المشاركة في الانتخابات وفق قواعد فرضتها الحكومة فلا تغلقوا النافذة الاخيرة في وجوههم