الحراك الشعبي .. تصعيد دبلوماسي
ما الذي يحكم أجندة دعاة الإصلاح في الأردن? .
الحراك الشعبي والحزبي اخذ طابعا دبلوماسيا الاسبوع المنصرم, فعلى وقع السجال الذي اطلقته تسريبات " ويكيليكس " تظاهر نحو مائتي ناشط من اعضاء حركة الضباط المتقاعدين وانصارهم قبالة السفارة الامريكية في عمان احتجاجا على السياسات الامريكية المنحازة لتيار التوطين, في سابقة هى الاولى منذ سنوات طويلة.
وفي محاولة لمحاكاة هجوم الشبان المصريين على السفارة الاسرائيلية في القاهرة, دعت حركات يسارية واسلامية الى الاعتصام في " الرابية " للمطالبة باغلاق السفارة الاسرائيلية وطرد السفير. السفير الاسرائيلي وتحسبا للسيناريو المهين الذي تعرض له زميله في القاهرة غادر عمان قبل الاعتصام تاركا لقوى الامن معالجة الموقف على ان يعود في اليوم التالي لممارسة عمله كالمعتاد.
الاعتصام لم يكن بمستوى التوقعات من حيث اعداد المشاركين ولايمكن مقارنته باعتصام القاهرة, وعزا المنظمون ذلك الى إحجام الحركة الاسلامية عن المشاركة الكثيفة والامتناع عن حشد انصارها بالالاف كما كان متوقعا.
بعد الاعلان عن اعتصام " السفارتين " دار جدل علني بين المنظمين حول الاولويات, وضغط انصار الدعوة لاعتصام السفارة الامريكية على الاسلاميين للمشاركة, لكنهم لم يفلحوا في اقناعها واكتفى انصار " الحركة " باعتصام الرابية.
لم يكن الاعتصام ضد السفارة الاسرائيلية " تقليدا " مصريا فحسب, انما كان رسالة تأييد لمواقف حكومة اردوغان القوية بحق اسرائيل حرص الاسلاميون على تأكيدها في الشارع الاردني.
ولعل ما يحصل لاسرائيل في العواصم العربية والاسلامية هذه الايام يؤكد صحة قول الملك عبدالله الثاني: من ان اسرائيل ستكون الخاسر الاكبر من " الربيع العربي ".
اما اعتصام السفارة الامريكية فلم يكن موجها ضد السياسات الامريكية فحسب, بل وجه ايضا رسائل لمن سماهم تيار التوطين المحلي و " جماعة السفارة " في عمان.
النشاط الدبلوماسي للحراك الشعبي لايقتصر على سفارتي " اعداء " فقط, بل يطال سفارات عربية ابرزها سورية التي شهدت ساحاتها اعتصاما ليلا ضمن سلسلة من الاعتصامات المنددة بالقمع الوحشي في سورية.
لكن المفارقة في مشهد الحراك الدبلوماسي ان بعض الاوساط المشاركة في الاعتصامات امام السفارة السورية شاركوا في الاعتصام ضد السفارة الاسرائيلية , بينما غاب بعض المواظبين على حضور الاعتصامات ضد النظام السوري عن اعتصام السفارتين الامريكية والاسرائيلية.
يرى سياسيون في التحرك ضد السفارتين الاسرائيلية والامريكية تأكيدا على صحة رأيهم القائل بأن لامعنى للمطالبة بالاصلاح الداخلي اذا لم يقترن بالعمل لاسقاط معاهدة وادي عربة وفك التبعية مع امريكا. ويطرح آخرون سؤالا يستحق التأمل : ما الذي يحكم اجندة دعاة الاصلاح في الاردن, المطالب المطروحة قبل الربيع العربي وبعده, أم التطورات الجارية في الشوارع العربية والمفتوحة على كل الاحتمالات?
العرب اليوم