الحدود المقبولة للدور الأردني في ليبيا

الحدود المقبولة للدور الأردني في ليبيا
الرابط المختصر

المساهمة في عملية اعادة البناء وعدم التورط في الصراعات الداخلية .

منذ اعلن الاردن في وقت مبكر وقوفه الى جانب الشعب الليبي في ثورته ضد القذافي, كان يعلم بأن دورا ينتظره بعد سقوط النظام هناك. ويبدو من الان ان المساهمة الاردنية في عملية بناء ليبيا الجديدة ستكون اكبر بكثير من مساهمته في اسقاط النظام, التي اقتصرت على مشاركة بضع طائرات عسكرية في عمليات حلف الناتو, وتواجد عدد محدود من ضباط الارتباط على الاراضي الليبية لمساعدة الثورا في معركة طرابلس.

في المؤتمر الذي ضم ممثلين لستين دولة واحتضنته باريس الخميس الماضي ابلغ الملك عبدالله الثاني المشاركين استعداد الاردن للمساهمة في توفير التدريب الشرطي والعسكري للاشقاء الليبيين, الى جانب مساعدتهم في بناء القدرات في المجالات التعليمية والصحية والقضائية والانشائية.

ما كشف عنه الملك في باريس لم يكن عرضا من طرف واحد, ففي جميع اللقاءات السابقة التي جمعت مسؤوليين اردنيين بقيادات المجلس الانتقالي الليبي كان هؤلاء يلحون بطلب المساعدة من الاردن في مرحلة مابعد القذافي.

للاردنيين خبرة قديمة في ليبيا فقد عمل الالاف منهم هناك واكتسبوا سمعة طيبة في اوساط الليبيين لالتزامهم في العمل وسلوكهم المنضبط , ناهيك عن كفاءتهم العالية في الاداء , كما هو حال كل المغتربين الاردنيين في دول الخليج ودول العالم الاخرى.

ولاشك ان الليبيين يشعرون بالامتنان للدعم الرسمي والشعبي الاردني لثورتهم على القذافي وسيقدرون هذا الموقف في المستقبل. كما ان تولي الوزير السابق عبدالاله الخطيب مهمة المبعوث الاممي في ليبيا زاد من رصيد الاردن عند الشعب الليبي وقادة المرحلة الانتقالية الذي يرتبط الخطيب معهم بعلاقات وثيقة.

ليبيا اليوم وبعد اكثر من اربعين سنة من حكم القذافي الكارثي واشهر من الصراع المسلح , بحاجة الى بناء الدولة من جديد. الليبيون شعب مكافح وبلادهم غنية بالموارد النفطية الكافية لبناء دولة متقدمة وحديثة, لكنهم في هذه المرحلة بحاجة الى المساعدة, والاولى ان تأتيهم من العرب لامن الغرب.

المجلس الانتقالي الليبي سيمنح الاولوية للدول العربية التي ساندت الثورة, والاردن في طليعة هذه الدول الى جانب قطر والامارات , ومن المرجح ان يتولى الاردن دورا مركزيا في مجالات تأهيل وتدريب الكوادر العسكرية والمدنية, وستحتاج ليبيا في المرحلة المقبلة الى خبرة الالاف من الاردنيين في حقول التعليم والصحة والادارة الحكومية والعمالة المؤهلة, اضافة الى الخبرات الهندسية في مجال المقاولات والانشاءات.

لكن هناك محاذير ينبغي الوقوف عندها قبل ارسال اي اردني الى ليبيا :

اولا : التأكد من وجود حالة من الاستقرار النسبي بما يضمن عدم تعرض حياة الاردنيين وسلامتهم للخطر.

ثانيا : الالتزام بعدم القيام بأي مهمات قتالية او امنية على الاراضي الليبية ضد اي طرف سواء كان القذافي وفلوله او تنظيم القاعدة.

ثالثا : ان يكون الوجود الاردني خاصة في مجال التدريب العسكري والشرطي باتفاق مباشر مع الحكومة الليبية المؤقتة, وليس تحت مظلة او علم اي طرف اجنبي كحلف الناتو مثلا.

خلاصة القول, ان الدور الاردني المقبول في ليبيا هو المساهمة في بناء الاستقرار والازدهار وليس في ادامة الاقتتال والحرب.

العرب اليوم