التهرب الضريبي .. قائمة سوداء !

التهرب الضريبي .. قائمة سوداء !
الرابط المختصر

يقدر خبراء وزارة المالية حجم التهرب الضريبي في الاردن ب 800 مليون دينار , أما المبالغ الضريبية المترصدة وغير المدفوعة فبلغت – حسبما علمت من مصدر رسمي - مليارا وستماية مليون دينار .

من هم الذين يتهربون من دفع الضريبة ويتفننون في أخفاء مداخيلهم الحقيقية ؟؟ بالتأكيد ليس بينهم فقير ولا موظف دولة !! ومن هم الذين يرفضون دفع الضرائب المترصدة عليهم ؟؟ بالتأكيد ليسوا من الفقراء والعمال والموظفين !!

وحسب البيانات الرسمية فقد أرتفعت مديونية المملكة خلال العام 2013 بمقدار مليار دينار عن العام السابق ويبدو أنه لم يكن هناك مناص ولا حل سوى الاقتراض لتفادي مزيد من الضرائب ورفع الدعم عن الفئات الفقيرة , غير أنني أتساءل عن سبب غياب خطة أستراتيجية لمعالجة التهرب الضريبي وتحصيل المتأخرات الضريبية , خطة يمتد مسارها لعامين وهي كفيلة بأخراج الموازنة العامة من عنق الزجاجة الذي وضعتنا فيه التراكمات السابقة والظروف الاقليمية ؟؟

ورغم أن السياسة الضريبية حاولت منذ سنوات طويلة بناء علاقة ثقة بين الدائرة والمكلفين عبر أعتماد كشف التقدير الذاتي والذي كان يقوم على أساس مكلف منتم لبلده وصادق , ومقدر ضريبي عادل ومنصف ودقيق , الا أن العلاقة كما يبدو خرجت عن مسارها المفترض وما زالت العلاقة بين المقدر والمكلف علاقة بين محقق ومتهم .

ان جزءا كبيرا من المشكلة الضريبية موجود في دائرة ضريبة الدخل نفسها , وعلى سبيل المثال هناك تباين واسع في الكفاءات بين مدققي الحسابات في القطاع الخاص وبين الفاحص ( المدقق ) الضريبي في الدائرة فينما يتدرح مدققو الحسابات وفق تصنيفات دولية معتمدة فلا يوجد أي تصنيف لمدققي الحسابات في دائرة ضريبة الدخل وبالتالي فان الكفاءات من الناحية الوظيفية متساوية أما من الناحية الفنية والعلمية فالتفاوت كبير وهذا يترجم عمليا بأن طرق وأساليب الفحص الضريبي المعتمدة في الدائرة متخلفة بالمقارنة مع مثيلتها التي يستخدمها مدققو الحسابات القانونيون وخاصة المعتمدين لدى الشركات الكبرى والبنوك وأصحاب الدخول المرتفعة .

يوجد لدى دائرة ضريبة الدخل ( نظام جودة شاملة )ولكنه نظام أعرج لأنه لم يتضمن أية معايير لجودة الفحص والتدقيق الضريبي , وبما أن ثلاثة أرباع عمل الدائرة فحص وتدقيق ضريبي فان نظام الجودة هذا ليس أكثر من حبر على ورق , وان غياب معايير جودة الفحص والتدقيق يعني عدم توحيد أجراءات التدقيق والفحص وغياب العدالة والمساواة في معاملة المكلفين . ويعني أيضا أنه لا فرق بين الموظف الخبير النشط القادر على تطوير معرفته وخبرته وبين الموظف الخامل وغياب التنافس العلمي بينهم .

نحن بحاجة الى دراسة واعداد استراتيجية تطوير شامل لدائرة ضريبة الدخل والمبيعات تضعها الحكومة في أهتمامها ومتابعتها خاصة وأننا نتذكر أن دولة الرئيس كان أول من نفذ عملية تطوير كبرى في الدائرة عند تسلم أداراتها قبل سنوات طويلة وكان أول من أدخل كشف التقدير الذاتي .

ما سبق جزء بسيط من المشكلة الضريبية في الاردن فالفقراء يشكون من ضيق الحال ويريدون المساعدة من الدولة والخزينة تشكو من العجز المالي الكبير و جزء كبير من الاغنياء يتهربون أو لا يدفعون الضرائب المستحقة عليهم , ومع ذلك فاننا لم نفكر حتى الان في نشر قائمة سوداء لمن يتم ضبط تهرب ضريبي كبير لديهم .

الرأي

أضف تعليقك