التسرب في صفوف المرشحين .. ما هي الأسباب؟
نظام الدوائر الوهمية وغياب الدعم الرسمي وفرص المنافسة اهمها .
سجل اليوم الاخير انسحاب دفعة جديدة من المرشحين وطوال الايام الماضية كان هناك انسحابات متواصلة.
وفي المحصلة انخفض العدد الكلي للمرشحين الى ما دون الـ 800 وهو الأقل مقارنة مع انتخابات 2003 و 2007 .
ومنذ بداية فترة الترشح كانت التقديرات تشير الى ان قائمة المرشحين ستشهد انسحابات كثيرة كدليل اضافي على تراجع نسبة المشاركة.
ويعزو المراقبون ظاهرة المرشحين المنسحبين الى عوامل عديدة: اولها ان نظام الدوائر الفرعية »الوهمية« يحد فرص التنافس ويحصرها مبكرا في المرشحين الاقوياء بما لا يبقي املا لغيرهم.
وثانيها ان المرشحين المنسحبين وبعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على الحملة الانتخابية ادركوا ان فرصهم في الفوز معدومة تماما ولا يوجد للاستمرار في المشاركة. والعامل الثالث: ان بعض المنسحبين كانوا يأملون بدعم رسمي وعندما شعروا بأنه لا توجد نية لتكرار تجربة الانتخابات السابقة آثروا الانسحاب بهدوء.
معظم المرشحين المنسحبين باستثناء عضوين سابقين في البرلمان المنحل يخوضون الانتخابات للمرة الاولى ولم يسجل لهم اي حضور لافت في الحملات الانتخابية. ولهذا السبب لا يعتقد بأن انسحابهم سيؤثر سلبا على نسبة الاقتراع في دوائرهم الانتخابية, والمرجح ان مؤازريهم سيتحولون الى دعم مرشحين آخرين, خاصة وان غالبيتهم ينتمون الى دوائر خارج مناطق الكثافة السكانية مثل عمان والزرقاء التي لم تشهد بدورها انسحابات تذكر مع انها لا تخلو من المرشحين اصحاب الحظوظ القليلة, وستظهر نتائج الانتخابات تواضع الاصوات التي سيحصلون عليها.
الانسحاب بهذه الاعداد ساهم الى حد كبير في بلورة الصورة شبه النهائية لعدد غير قليل من الدوائر الانتخابية, فبعضها كان لمصلحة مرشحين اقوياء زادت فرصهم في المنافسة وبعضها الآخر جاء كنتيجة لجهود ومحاولات التوصل الى مرشح اجماع عشائري في بعض المناطق.
ويسود اعتقاد لدى اوساط متابعة للشأن الانتخابي بأن المنسحبين هم من بين المرشحين الذين جرى الدفع بهم للترشح بهدف زيادة العدد واظهار قوة تيار المشاركة في الانتخابات في مواجهة تيار المقاطعة, الا ان هؤلاء بدأوا بالتسرب من قائمة المرشحين على دفعات لعدم وجود دافع عندهم بخوض التجربة او فرصة بالمنافسة.
قائمة المرشحين واعتبارا من اليوم اخذت الصفة القطعية واي انسحاب يعتبر غير قانوني. ومع بدء العد العكسي ليوم الاقتراع يتشوق الكثيرون لمعرفة النتائج, وعلى وجه التحديد نتائج مرشحين سجلوا في الانتخابات السابقة ارقاما خيالية ونراهم اليوم يقاتلون بلا معيل.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span