الانتخابات في العرض الاول

الانتخابات في العرض الاول
الرابط المختصر

كما كان متوقعا شهد اليوم الاول للترشح اقبالا ملحوظا على التسجيل خاصة من طرف المرشحين الاوفر حظا بالفوز, فقد سعى معظمهم مبكرا الى حجز دوائرهم الفرعية لتجنب الاصطدام بين الكبار في الانتخابات, وفي عدد غير قليل من الدوائر حصلت تفاهمات مسبقة بين المرشحين تم بموجبها تقاسم الدوائر الفرعية في الدائرة الانتخابية الواحدة.

وتشير الارقام الاولية الى ان اكثر من نصف الراغبين بخوض الانتخابات سجلوا في اليوم الاول, اما من يريثوا في التسجيل فهم في الغالب مرشحون يسعون الى تجنب المنافسين الاقوياء والبحث عن دوائر فرعية تتوفر فيها فرصة افضل للمنافسة والفوز, ولهذا قد نشهد تباينا كبيرا في اعداد المرشحين بين "الفرعيات" في الدائرة الانتخابية الواحدة, بحيث "يتكدس" المرشحون الاقل حظا في دائرة فرعية واحدة فيما تخلو دوائر الاقوياء من المرشحين. وتلك واحدة من مثالب الدوائر الوهمية التي اعتمدها قانون الانتخاب المؤقت. وستتبدى هذه الظاهرة في دوائر عمان والزرقاء واربد على وجه الخصوص وفي المناطق التي تحصل فيها اجماعات عشائرية متماسكة, اما دوائر المقعد الواحد حسب "الصيغة السابقة" فلن يختلف المشهد فيها عما كان عليه في الانتخابات الماضية.

اليوم الاول للترشح رسم صورة اولية لتركيبة مجلس النواب الجديد, فبانت خطوطه العريضة وقائمة اقطابه الرئيسيين, ولولا حساسية المرشحين للتوقعات لأمكن منذ اليوم تحديد هوية نصف الاعضاء على الأقل.

وبالمناسبة, الصورة الاولية ليست بهذا السوء مقارنة مع تركيبة المجالس الثلاثة السابقة. صحيح ان مقاعد المعارضة التقليدية ممثلة بالحركة الاسلامية ستظل فارغة, لكن هناك عدد غير قليل - من المرشحين المحتمل فوزهم - يستطيع ان يكون لهم حضور برلماني قوي بحكم خبراتهم السياسية والفنية.

وليس شرطا هنا ان يكونوا معارضين بالمعنى المعهود لأن المهم هو ان يرفعوا من سوية العمل البرلماني ويساهموا في مأسسة اداء المجلس وادارة مهمات التشريع والرقابة والمساءلة بقدر عال من المنهجية من دون مواقف مسبقة او حسابات مناطقية ضيقة. لكن المشكلة بينهم هي في التنافس على الزعامة والتصدر كونهم جميعا يخوضون الانتخابات بشكل فردي ولا ينتمي معظمهم لتشكيل سياسي او حزبي.

في المقابل فإن مرشحي القوائم الحزبية - وتلك مفارقة الحياة السياسية في الاردن - هم من بين الاقل حظا بالفوز اذا ما استثنينا عددا من مرشحي قائمة التيار الوطني. خاصة وان بعض قوائم احزاب وسطية ضمن اسماء لا تزيد دائرة حضورهم على العائلة الصغيرة وبيوت الجيران.

اما اليساريون والقوميون فرغم وجود قائمة مرشحين ومدعومين يملكون حضورا جيدا في اوساط دوائرهم, الا ان حظوظ الفوز اقوى لمن ترشحوا كمستقلين محسوبين على هذا التيار.

شهر الدعاية الانتخابية بدأ امس وفي اسابيعه الاربعة سنراقب مع الناس اتجاهات المرشحين وخطاباتهم ووعودهم ومالهم ايضا, لنتبين من سيحسم الانتخابات لصالحهم السياسة ام المال.