الاعلام الاسرائيلي ينجح في إثارة قلقنا
الطريقة التي يعاد فيها نشر المقالات تخدم الدعاية الصهيونية
ثمة مبالغة كبيرة من طرفنا احيانا بما تنشره الصحافة الاسرائيلية من تحليلات ومقالات حول الاردن, ويتعامل البعض معها باعتبارها امرا واقعا لا محالة, وبحسن نية نعيد نشر تلك المقالات وترويجها من دون ان نعي اننا بذلك نسوّق اراء كاتب اسرائيلي في هذه الصحيفة او تلك.
لا أحد يقلل من خطورة المشاريع الاسرائيلية المعادية للاردن, ولا نحتاج كل يوم الى دليل من وسائل الاعلام الاسرائيلية على النوايا الخبيثة تجاهنا. اما بالنسبة للرأي العام الاردني فهو باغلبيته الساحقة يعادي اسرائيل ايا كان موقفها من الاردن ما دام الصراع العربي الاسرائيلي قائما.
في مقابل المقالات السيئة بحق الاردن هناك في الصحافة الاسرائيلية آراء ايجابية لكتاب يدافعون عن معاهدة السلام مع الاردن, ويعارضون افكار النائب في الكنيست إلداد , لكن موقفنا من اسرائيل لا يتحدد وفق اتجاهات الصحافة الاسرائيلية التي تتمتع بهامش حرية يسمح بكل الاراء. ومثلما ان هذه الآراء لا تلعب دورا حاسما في رسم سياسات الحكومة الاسرائيلية, خاصة في القضايا الاستراتيجية, فأنها لا تؤثر على توجهاتنا حيال اسرائيل ايضا.
في رصد غير علمي لردود الفعل في الساحة الاردنية على ما نشر مؤخرا من مقالات استفزازية في الصحافة الاسرائيلية يلاحظ المراقب ان الاثر الرئيسي لترويجها في الاردن هو رفع منسوب القلق العام لدى الناس والشعور بالخوف من المستقبل وذلك ليس بسبب مضمون المقالات فقط, بل بسبب اسلوبنا في عرضها الذي يعطي الانطباع بأن الجندي الاسرائيلي اقترب من ابواب بيوتنا, او ان الوطن البديل قاب قوسين او ادنى.
الإعلام وسيلة من وسائل الدعاية الصهيونية واعادة نشر ما تبثه يعد خدمة مجانية لها.
سيرد احد بالقول, من الواجب ان نعرف كيف يفكر اعداؤنا, هذا صحيح بالطبع, ووسائل الاعلام الاسرائيلية احدى الادوات التي يمكن اللجوء اليها لقراءة المشهد الاسرائيلي, وهذه وظيفة الباحثين والسياسيين والاعلاميين الذين يفترض بهم ان يملكوا الادوات النقدية لتحليل الخطاب الاسرائيلي واستخلاص النتائج , بما يساعد في رسم سياسات إدارة الصراع. لكن ما نفعله ببساطة اننا نضخ لعامة الناس كل يوم تقريبا تحليلات محبوكة لكتاب اسرائيليين تثير في نفوسهم الهلع والخوف وهذا ما تريده اسرائيل بالضبط.
العرب اليوم